السلام عليكم إخوتي أحببت أن أدرج في هذا الباب أقوال علمائنا الأفاضل علماء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في هذا الأمر
[/color]
وللبشير الإبراهيمي مقالة طريفة في التحذير من الحزبية التي تفرق وتشرذم الجهد التغييري وتكسره فقال يحذر الملتزمين بالدعوة الإصلاحية قائلا:" أوصيكم بالابتعاد عن هذه الحزبيات التي نَجَمَ بالشّر ناجمها، وهجم ـ ليفتك بالخير والعلم ـ هاجمها، وسَجَم على الوطن بالملح الأُجاج ساجِمُها، إنّ هذه الأحزاب كالميزاب، جمع الماء كَدَراً وفرّقه هَدَراً، فلا الزُّلال جمع، ولا الأرض نفع " عيون البصائر (2/292).
يقول الإمام ابن باديس رحمه الله: " إننا اخترنا الخطة الدينية على غيرها، عن علم وبصيرة وتمسكاً بما هو مناسب لفطرتنا وتربيتنا من النصح والإرشاد، وبثّ الخير والثبات على وجه واحد والسير في خطّ مستقيم، وما كنّا لنجد هذا كله إلا فيما تفرَّغنا له من خدمة العلم والدين، وفي خدمتهما أعظم خدمة، وأنفعها للإنسانية عامة.ولو أردنا أن ندخُل الميدان السياسي لدخلناه جهراً، ولضربنا فيه المثل بما عُرف عنا من ثباتنا وتضحياتنا، ولقُدنا الأمّة كلها للمطالبة بحقوقها، ولكان أسهل شيءٍ علينا أن نسير بها على ما نرسمه لها، وأن نَبْلغ من نفوسها إلى أقصى غايات التأثير عليها، فإن مما نعلمه، ولا يخفى على غيرنا أن القائد الذي يقول للأمّة: " إنّك مظلومة في حقوقك، وإنّني أريد إيصالكِ إليها"، يجد منها ما لا يجد من يقول لها: "إنّك ضالة عن أصول دينك، وإنّني أريد هدايتَك"، فذلك تلبِّيه كلها، وهذا يقاومه معظمُها أو شطرُها. وهذا كله نعلمه، ولكنّنا اخترنا ما اخترنا لما ذكرنا وبيَّنا، وإنّنا ـ فيما اخترناه ـ بإذن الله لَمَاضون، وعليه متوكِّلون " الصِّراط السَّوي، ( رقم15/ رمضان ـ 1352هـ).
قال الإبراهيمي رحمه الله '' العلمَ العلمَ أيّها الشباب، لا يُلهيكم عنه سمسار أحزاب، ينفخ في ميزاب، ولا داعية انتخاب، في المجامع صخّاب، ولا يلفتنكم عنه معللٌ بسراب، ولا حاوٍ بجراب، ولا عاوٍ في خراب، يأتم بغراب، ولا يفتنّنكم عنه مُنزوٍ في خنقه، ولا مُلتوٍ في زنقةٍ، ولا جالس في ساباط، على بساط، يحاكي فيكم سنة الله في الأسباط، فكل واحد من هؤلاء مشعوذ خلاب وساحر كذّاب. إنكم إن أطعتم هؤلاء الغواة، وانصعتم إلى هؤلاء العواة، خسرتم أنفسكم، وخسركم وطنكم، وستندمون يوم يجني الزارعون ما حصدوا، ولات حين ندم'' عيون البصائر (350-351).
و أخيرا أدعوا إخوتي:
1 – المشتغلين بالعمل السياسي أن يجربوا اعتزال هذا العمل لمدة 05 سنوات و يتفرغوا للدعوة و التعليم و الإرشاد و بعد انقضاء هذه المدة يقارنوها بما مثلها من العمل السياسي ثم يقرروا بعدها أي الميدانين أعظم أجرا و أكثر نفعا و يعملوا بمقتضاها
2 – المشتغلين بالدعوة عليهم أن يستأنسوا و يستلهموا مبادئ جمعيتنا الغراء في الإصلاح الديني و الإجتماعي فهم جربوا هذا المنهج و حالهم و حالنا مختلفان من ناحية الحرية و الإمكانيات ومع ذلك أحيوا أمة ظل المتوهمون أنها ذابت في بوتقة المستعمر