مشايخ الجزائر

[بلقاسم 1472]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عُبيد

]
ونحتاج أحيانا الشدة مع بعض القوم (حسب المواقف) قال ابن تيمية رحمه الله
المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى وقد لا ينقلع الوسخ إلا بنوع من الخشونة لكن ذلك يوجب من النظافة والنعومة ما نحمد معه ذلك التخشين)

أختي الكريمة:
سمعت هذه المقولة التي يرددها الكثيرون عن ابن تيمية رحمه الله، وكل له فيها مذهب، لكنني أسألك أختاه، كيف نوفّق بين هذا القول، وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم فيما يرويه أنس رضي الله عنه:{ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع الرفق من شيء إلا شانه} وبين رواية أنس الأخرى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا}، وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم:{إِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ}، وما علاقة كل ماورد في هذا المتصفح وبين هذا النبع السلسبيل الصافي:{مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا، مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ، وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفْسِهِ إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ بِهَا}.
والسؤال الثاني: من يقرر الموقف المستحق للخشونة من غيره؟
والسؤال الثالث: متى نعمل لهذه الأمة، ولا نغرق في التفريعات وتفاصيل التفاصيل، حتى أصبح بعض الناس يشعرون أنهم لكي يكونوا مسلمين يدخلون جنة ربهم بسلام لابد عليهم من أن يكونوا علماء في الحديث رواية ودراية، وعلى علم بعلل الأحادث وتجريح رجالها، وتجريح رجال العصر الحديث وتزكية آتية غادية، حتى دعا العثيمين قبل رحيله تغمده الله برحمته الواسعة إلى الاشتغال بالقرآن الكريم والتدبر في آياته ـ وألح على ذلك مرارا في محاضراته ودروسه ـ وكأنه استشعر الخطر الداهم من بعيد ولم يصرح به إلا تلميحا، وفق ما ورد في الكتاب العزيز:{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً}.