أيقنت أن وزارة الشؤون الدينية أخطأت في تقدير اليوم الأول من رمضان - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الفقه و أصوله

قسم الفقه و أصوله تعرض فيه جميع ما يتعلق بالمسائل الفقهية أو الأصولية و تندرج تحتها المقاصد الاسلامية ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أيقنت أن وزارة الشؤون الدينية أخطأت في تقدير اليوم الأول من رمضان

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-08-10, 14:54   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
متبع السلف
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم إلى يوم الدين.
أما بعد:
فقد حصل في هذا دخول شهر ذي الحجة هذا لغط، إذ كان الغيم كثيفا ليلة الثلاثاء الثلاثين من ذي القعدة (حسب التقويم)، وأُعلن يوم الأربعاء أن شهر ذا القعدة تام، وكثر كلام الناس أن الهلال رؤي ليلة الأربعاء كبيرا واضحا، مما يدل أنه ابن يومين، وجادلهم بعضُهم بأحاديث مروية في انتفاخ الأهلة آخر الزمان، ثم أُعلن في يوم الجمعة رسميا ثبوت رؤية الهلال شرعاً ليلة الثلاثاء والرجوع عن الإعلان الأول، فطلب مني أحد مشايخي الفضلاء البحث عن حكم هذه الأحاديث، فأقول مستعينا بالله تعالى:

رُوي ذلك مرفوعا من حديث أبي هريرة، وأنس، وابن مسعود، وطلحة بن أبي حدرد، ومن مرسل الشعبي، والحسن، وموقوفا على أبي سعيد الخدري، وأبي الوداك.

حديث أبي هريرة:
قال الطبراني في الأوسط (7/65 رقم 6864) وفي مسند الشاميين (4/297): حدثنا محمد بن عبدالرحمن الأزرق الأنطاكي، ثنا أبي، ثنا مبشر بن إسماعيل، عن شعيب بن أبي حمزة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أشراط الساعة انتفاخ الأهلة، حتى يُرى الهلال لليلته، فيُقال: هو لليلتين".
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أبي الزناد إلا شعيب، تفرد به مبشر بن إسماعيل.
قلت: هكذا وقع في المعجم الأوسط، وجاء في المعجم الصغير للطبراني (2/41-42 عبدالرحمن عثمان، رقم 877 الروض الداني) عن الشيخ نفسه، ولكن وقع بدل "أبي الزناد عن الأعرج": "العلاء بن عبدالرحمن عن أبيه"! وقال الطبراني: لم يروه عن العلاء إلا شعيب، تفرد به مبشر.
قلت: مبشر ثقة، لكن يظهر أن الذي تفرد بهما هو شيخ الطبراني، ولم أجد له ترجمة، وما رأيتُ سوى الطبراني روى عنه، وأورد عنه في الأوسط أربعة أحاديث تفرد بأسانيدها كلها رغم تأخر طبقته، وكلها من طريق المشاهير والحفاظ، فكأنه اختلقها.
وأبوه نص الهيثمي أنه لم يجد له ترجمة (مجمع الزوائد 3/146)، وتفرد مَن في حالهما وطبقتهما بهذا السند أو ذاك إلى أبي هريرة -وهما نسختان شهيرتان اعتنى بهما الحفاظ- كافٍ في الحكم على سند الحديث بالبُطلان، وأنه لا أصل له من حديث أبي هريرة فمَن دونه، والله أعلم.

حديث أنس:
قال الطبراني في المعجم الصغير (2/129) والأوسط (9/147 رقم 9376) –ومن طريقه الضياء في المختارة (6/305-306)-: حدثنا الهيثم بن خالد المصيصي، نا عبدالكبير بن المعافى بن عمران، نا شَريك، عن العباس بن ذَريح، عن الشعبي، عن أنس بن مالك -رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم- قال: "من اقتراب الساعة أن يُرى الهلال قُبلاً، فيُقال: لليلتين، وأن تتخذ المساجد طرقا، وأن يظهر موت الفجأة".
وقال في الصغير: لم يروه عن الشعبي إلا العباس بن ذريح، ولا عنه إلا شريك، تفرد به عبدالكبير.
ورواه الدارقطني في الأفراد (1/129 أطرافه) والضياء (6/305) من طريق عبدالكبير به، وقال الدارقطني: غريب من حديث الشعبي عنه، تفرد به العباس بن ذريح عنه، وتفرد به شريك عن العباس، وتفرد به عبدالكبير بن [المعافى بن] عمران عن شريك.
ونقله القرطبي عنه بمعناه وزاد: وغيره يرويه عن الشعبي مرسلا، والله أعلم. (التفسير 12/278)، وكذلك نقل الضياء.
قلت: هذا شاذ مرفوعا، عبدالكبير وإن كان ثقة إلا أنه قد خولف في رفعه كما قال الدارقطني:
فقال ابن أبي شيبة في المصنف (15/166): نا وكيع، عن شريك، عن العباس بن ذَريح، عن الشعبي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اقتراب الساعة أن يُرى الهلال قبلا، فيُقال: ابن ليلتين".
وقال أبوالقاسم البغوي في الجعديات (2/883 رقم 2489): حدثنا علي بن الجعد، أنا شريك به.
وتوبع على إرساله فيما رواه الداني في الفتن (4/791 و793 رقم 396 و399) من طريقين عن حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن الشعبي مرسلا، ولفظه: "من اقتراب الساعة أن يُرى الهلالُ ابنَ ليلةٍ كأنه ابنُ ليلتين".
فالصحيح أنه من مرسل الشعبي.
تنبيه: أعل المرفوعَ الهيثمي في مجمع الزوائد (7/325) وغيرُه بضعف شيخ الطبراني، لكنه متابَع.

حديث ابن مسعود:
رواه العقيلي (2/351) والطبراني في الكبير (10/244 رقم 10451) وابن عدي (4/289) وتمام في فوائده (5/161 رقم 1736 الروض البسام) من طريق عبدالرحمن بن إبراهيم دُحيم، نا ابن أبي فُديك، عن عبدالرحمن بن يوسف، عن سليمان بن مهران الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن عبدالله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة".
وهذا سند ضعيف جدا، علته عبدالرحمن بن يوسف.
قال العقيلي: مجهول في النسب والرواية، حديثه غير محفوظ، ولا يُعرف إلا به.
وقال ابن عدي: عبد الرحمن بن يوسف ليس بمعروف، وهذا الحديث منكر عن الأعمش بهذا الإسناد، ولا أعرف لعبد الرحمن بن يوسف غيره.
ورواه ابن عدي (4/289 و318) من طريق عبدالرحمن بن واقد الواقدي عن أبي فديك به، ونقل ابن عدي عن شيخه عبدان أن الواقدي سرقه من دحيم.

حديث طلحة بن أبي حدرد:
قال البخاري في تاريخه (4/345): ابن عبادة، نا يعقوب، نا محمد بن معن، عن عمه، عن طلحة بن أبي حدرد قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أشراط الساعة أن تروا الهلال تقولون: لليلتين [وهو ابن ليلة]".
والزيادة من الإصابة (5/229) عن التاريخ الكبير.
وهذا السند فيه أكثر من علة: عم محمد بن معن لم أجد له ترجمة، ويعقوب بن حميد بن كاسب فيه كلام، وقد تفرد به فيما يظهر.
وطلحة قيل إنه صحابي، وعدَّه ابن حبان من التابعين، وقال: إنه يروي المراسيل، وذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ولم أجد له إلا هذا الحديث وحديثا آخر، وسند الاثنين إليه ضعيف، فكأنه لذلك لم يذكره جملةٌ ممن صنف في الصحابة.
فالسند فيه ضعف وجهالة وإرسال.

حديث أبي سعيد موقوفا:
رواه ابن الأعرابي في المعجم (3/933 رقم 1977) –ومن طريقه الداني في الفتن (4/791-792 رقم 398)- من طريق أبي حذيفة موسى النهدي، عن سفيان، عن عثمان بن الحارث، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد الخدري قال: "من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة، يراه الرجل لليلة يحسبه لليلتين".
قلت: أبوحذيفة مضعف، ولا سيما في سفيان الثوري، وروايته هذه منكرة، فقد خالف أحد أثبت الرواة عن الثوري:
فقال ابن أبي شيبة في المصنف (15/166): نا وكيع، عن سفيان، عن عثمان بن الحارث، عن أبي الوَدّاك، قال: من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة.
لم يذكر فيه أبا سعيد، وهذا المحفوظ إن شاء الله.

مرسل الحسن البصري:
ورواه الداني في الفتن (4/792-793 رقم 398) من طريق محمد بن إسماعيل الصائغ، عن داود، عن عمارة بن مهران، قال: سمعت الحسن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من أشراط الساعة أن يُرى الهلال لليلة، فيقال هو لليلتين".
وداود هو ابن المحبر: متروك، واتهم بالوضع.
تنبيه: رأيتُ الإمام الألباني رحمه الله في الصحيحة (5/368) –وقلده الشيخ جاسم الدوسري وفقه الله في الروض البسام (5/163)- زاد كلمة [أبي] قبل "داود" فجعله أبا داود الطيالسي، وحكم على السند تبعاً بأنه حسن، وكأنه فعل ذلك لما رأى الطيالسي من الرواة عن عمارة في تهذيب الكمال، ولم يُذكر ابن المحبّر هناك، ولكن الأصل الخطي لكتاب الداني ليس فيه "أبي"، ويؤيده أن ابن المحبر ذُكر في شيوخ الصائغ في تهذيب الكمال، دون الطيالسي، فاقتضى التنبيه.

الخلاصة:
رُوي الحديث مرفوعا من حديث أبي هريرة، وابن مسعود، والإسناد إليهما منكر لا أصل له.
ومن حديث طلحة بن أبي حدرد مرفوعا، وفي سنده جهالة وضعف، ثم الأرجح أنه مرسل.
أما حديث أنس مرفوعا فغير محفوظ، والصواب فيه أنه من مرسل الشعبي.
كذلك حديث أبي سعيد موقوفا الصواب أنه من قول أبي الوداك.
أما مرسل الحسن البصري فسنده ضعيف جدا إليه.

وحكم السخاوي أن الحديث يتقوى بمجموع طرقه (المقاصد الحسنة 1203) وكذا الألباني في الصحيحة (2292)، لكن ذلك متعقب بأن جميع طرقه المرفوعة لا تصلح للاعتبار كما تبيَّن مفصلا، فهي إما شديدة الضعف، أو منكرةٌ المحفوظ فيها الإرسال، ولا يصح من هذه المراسيل سوى مرسل الشعبي وقول أبي الوداك الكوفيان، وعليه فالحديث ضعيف، ولا يصح في الباب شيء مرفوعا، والله أعلم.

كتبه: محمد زياد التكلة حامدا مصليا مسلما، الرياض، السبت 5/12/1425 وراجعته يوم الأحد.










رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
أيقنت

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:00

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2025 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc