آخر معلومة صدمتني عن التمر !!؟

[« أبْجَدِيَّاتْ »]

**
السَّلام عليكُم و رحمةُ الله..
تقبَّل الله منَّا ومنكُمُ الصِّيامَ و القِيامَ ، و كلُّ عامٍ وأنتُم بخيرٍ..
أمّا بعدْ ، أخي عَبد الحَكِيم ، أعتذرُ بدايةً إنْ بَدَتْ مُداخلتي هَذِهْ قسْوَةً منيِّ ،
فمَا أردتُ منهَا غيرَ تَنبيهِكُم إلى أمْرٍ لعلَّهُ سَقطَ مِن شَخصِكُم الكَريمِ سَهْوًا ،
و إنيِّ أؤمنُ بمُوافقتِكُم وتأييدِكُم ، و لا أظنُّ ايمَاني بمارقٍ..

أيّها الفاضِل ، لاشَكَّ أنَّكُم تعلَمُون بأمْر الأطروحَاتِ المشبُوهة التيِّ تعجُّ بها المواقِع هذهِ الأيَّام..
وأخصُّ بالذِّكرِ التيِّ تمسُّ ديننَا المكَرَّم.. فكانَ لِزامًا علينَا كمُسلِمينَ - و حِرصًا - أنْ نُمحّصَ
هذهِ الأطروحَاتِ و نُغربلها قبلَ أنْ نُشارِكها إخوَتنَا كَي لا نُسهِمَ في نشرِ الشُّبُهات..
وإنيِّ أخشىَ أنْ يكونَ موضُوعُ التَّمر قَد حملَ افتراءاتٍ و اختلاقاتٍ كثيرة..

وأرجُوكُم أخي، أنْ هلُمَّ ننظرُ فيمَا كُتِبَ و نتدبَّر :

1/ التَّمر لا ينقل الجَراثيم أو الميكروبات والسُّوس الذي بداخلِ التَّمر القديم
يلتهم الأميبَا ويفتكُّ بالجراثيم التيّ قد تُصِيبُ الإنسان، " لولا فضل الله في التمرِّ
لأصِيبَ أهلُ الجزيرة العربية بأمراضٍ لا يعلم مداها إلاَّ الله "

يقُولُ أَنَسٌ بنِ مَالِكٍ رضيَ الله عَنه :
( أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَمْرٍ عَتِيقٍ ، فَجَعَلَ يُفَتِّشُهُ ، يُخْرِجُ السُّوسَ مِنْهُ )
[ صحَّحَهُ الألبانيّ و إسنَادُهُ صَحيحٌ ]

والعتيقُ مِنَ التَّمرِ هُو القَديم، وهو الذِّي يكونُ عُرضةَ التَّسوُّسْ،
وإذا كانَ لِلسُّوسِ منفعَةٌ لَمَا امتنَعَ رسُولنا - عليهِ الصَّلاةُ و السَّلام - عن أكلِه .
إذن ما ذُكِر في شأنِ السُّوسِ باطلٌ، فكَم مِنْ أهل الجزيرةِ مَنْ يستقذِرُهْ .

2/ هل تعلم بأنَّ الذِّي يأكلُ التَّمر يوميًّا لا يقربنّه الجن

أمّا هذا الأمرُ فهُو زعمٌ و اختلاقْ، يقولُ صلىَّ الله عليهِ و سَلَّم :
{ مَنْ اصطَبَحَ كُلَّ يومٍ تمراتٍ عجوة ، لم يضُرّه سُمٌّ ولا سِحر ذلكَ اليوم إلى اللَّيل }
و في شرحِ هذا الحَديثِ الشَّريفِ بيانٌ ، فالفِعلُ مُقيَّدٌ أولاًّ بتناوُل العجوةِ صبَاحًا علىَ الرِّيقْ ،
و مُقيَّدٌ ثانيًا بعَدَدِ التَّمراتِ ( وهو سبعَة ) ، و ثالثًا بنوعِها، فقد قصدَ الرَّسُول العجوةَ دونَ غيرها..
و رابعًا بِالمكان، أي المدينة المنوَّرة لقولِه - صلىَّ الله عليهِ و سَلَّم - في روايةٍ ثانيةٍ للبُخاريّ :
{ مَنْ أَكَلَ سَبْعَ تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ مِنْ تَمْرِ الْعَالِيَةِ حِينَ يُصْبِحُ لَمْ يَضُرَّهُ سُمٌّ وَلا سِحْرٌ حَتَّى يُمْسِيَ }

النَّتيجةُ الآن : أكلُ سبعَ تمراتٍ عجوة ، صباحًا ، عَلىَ الرِّيقِ ، في المدينةِ المنوّرة ، يقي منَ السُّمِّ و السِّحر .
وهو الذِّي لا يمُتُّ إلى الجنّ بصِلَة، فالمسّ منَ الجنّ وقد يضرُّ أهل المدينةِ وهُو غيرُ مُشارٍ إليه في الحديثْ !

3/ هل تعلم بأن أعظم غذاءٍ ودواءٍ لرجال الفضاء هو التَّمر وهو أكثر من الكافيار صحيًّا

وأمَّا هذا فتخريفٌ و طَمْسٌ للعُقُول . فغذاءُ رُوّادِ الفضَاء يُصنعُ مِنْ قِبَل خُبراءَ
يحرِصُونَ ألاَّ يحْوي بداخِلهِ أليافًا تُسبِّبُ التّبرُّز - أكرمَكم الله -، بينمَا التّمرةُ الواحِدةُ تحملُ جْرامَيْنِ من الأليَاف..
وكذلكَ تُمنعُ الأطعمَةُ الغنيّةُ بالسُّكرّيات ( مثالَ التَّمرِ ) ، إذ تمنَحُ طاقةً عاليةً لا يُتحَكَّمُ فيهَا .
و ذُكِر هذا الأمرُ في مُسَابقةٍ أجنبيَّةٍ في الطَّبخ، تُعرض علىَ قناة الأم بي سي 4 ،
لِمَن رَغِبَ في البَحثِ و الإستِعلام..

4/ ليفُ النَّخيلِ أفضلُ منظفٍ للجسْم البشريّ ويحميهِ من الأمراض الجلدية

المقصُودُ : نباتُ اللّيف الذِّي تُصنَعُ منهُ شرائطُ الفَرك الخاصَّة بالإغتِسَال .
أمّا ليفُ النَّخل فصُلبٌ خَشِنٌ يَضُرُّ ببدنِ الإنسَان..

5/ هل تعلمُ أن التّمر لو غلي وشرب كالشاي يفرح القلب الحزين

صَحيحٌ . وهُوَ أثَرُ كلِّ مادَّةٍ حُلْوَة ، كالتَّمر و الخَمر و الشُّوكولا ، و المشروبَاتِ الغازيّة..
أي أنَّ الأمرَ لا يختصُّ بالتَّمر دُونَ غيره .

6/ تمرُ المدينة المنوّرة أكثرُ من ستِّينَ صنفاً وهو أفضَلُ تمرٍ في العَالم

صَحيحٌ.. وفيهِ مُغالاة ، فبعضُهُ جيِّدٌ طيِّبُ الطّعم و بعضُهُ أقلُّ جودَة ، ولعلَّ الذِّي كتبَ الموضوعَ
نَسِيَ ( دقلة نُور ) التيِّ تشتَهر بهَا جزائِرنا ، إذ تُعدُّ من أحسَنِ أنواعِ التُّمُور مذاقًا و شكْلاً .

7/ يُعدُّ تمر البرني إكسيرا للشباب وفيه سر عظيم بأنه ينشط الغدد ويقوي الأعصَاب

يقولُ صلىَّ الله عليهِ و سَلَّم : { خيرُ تمراتِكم البرني يُذهِبُ الدّاءَ ولاداءَ فيه }
أي فيهِ شفاءٌ . غيرَ أنَّ أثرَهُ لم يُذكر ولم ترِد بحوثٌ تُؤكّدُ ما ذكرَ الكَاتِب .
ثمَّ إنَّ الإكسير محضُ افتراء، فالرَّسول يقولُ ( عليهِ الصَّلاة و السَّلام ) :
{ تداوُوا فإنَّ اللهَ لم يُنزل داءً إلاَّ وقد أنزلَ له شفاءً إلا السَّام والهرمُ }
و السَّامُ هو الموتُ ، و الهرمُ الشَّيخُوخة .

8/ هل تعلم بأن كل مائة جرام من التمر تحتوي على 318 سعراً حرارياً يقابلها
315 سعراً حرارياً في كل مائة جرام من العسل وأن التمرة الواحدة تمدك
بسعرات حرارية تكفي لمجهود يوم كامل ملؤه النشاط والحيوية

يختلِفُ عدد السَّعراتِ الحراريَّة وفقَ نوعِ التَّمر، فدقلة نُورٍ تضمُّ قرابَة 290 سعرة حراريَّة من أجلِ كلِّ 100 غرام .
أمَّا العدد الذيِّ يحتاجُهُ بدنُ الإنسان في اليَوم الواحد فيتراوح بينَ 1400 و 2000 ، وليسَ 315 !

9/ أعظم غذاء يناله المقاتل في الحرب هو التمر لأنه يمده بالسعرات الحرارية
ويقويه وينشط لديه الغدة الكظرية مما يجعله مقداما شًجاعا لا يهاب الموت

لم تُثبَت هذه المعلومة بأبحاثٍ علميَّة . وصَحيحٌ أنَّ التَّمر كانَ غداءَ الرّسُولِ و الصَّحابةِ رضيَ الله عنهُم
في الغزَوَات ، ولكنَّ كُلَّ مُقاتِلٍ يحتاجُ قدرًا مُحدَّدًا وخاصًّا من الغِذاء ، فالذّي يختصُّ في التَّصويبِ و الصَّيدِ
و الاقتِناص يضطرُّه عملهُ أن لا يتناولَ ما احتَوىَ السُّكر.. فمِن شأن السُّكر أن يُسَبِّبَ الرَّجفة والاهتِزاز
فلا يُصيبُ المقاتِلُ هدَفَه .

**

رجائي أن تُحذِّرَ الإدارةُ الكَريمة مِن الموضُوعِ قبل إلغاءِ تثبيتِه ، إذِ استَقطبَ العَديدَ منَ الإخوَة ،
وأخشىَ أن يُخدعَ بهِ أحدُنا فينقُلُه إلى مُنتدياتٍ أخرى.. وأعتذرُ منكُم ثانيةً أخي عبد الحكِيم
إن استَشعَرتُم منيِّ غضبًا ، فلا أُحِبُّ أن يُستَخَفَّ بنا و بدينِنَا هكذا..
وإنيِّ لأرجُوكُم أن نُفتّش في صِحّة المواضيعِ قبل طرحِها ، فقد عرفناكُم من أهلِ الواجِبِ ،
تُقدّرونَهُ و تُدركُونَ كيفَ تُؤدُّونَه ، ولا أظنُّكُم بِتاركي نداءاتِنا تَطويها الرِّياح..

بُورِكتُم . و تحيَّة طيّبة .