للأسف أخي المحقق، ذهبت النخوة و اندثرت الرجولة و ولى عهد العائلة المحافظة -إلا ما رحم ربي- و خير دليل على ما أقول ما تعبشه في الواقع من مظاهر العري على مرأى الجميع و الكلام الفاحش البذيءعلى مسمع الجميع و لا أحد يحرك ساكنا. إن السبب قطعا هو تخلينا عن النهج الرشيد الرباني، نهج سيد الخلق أجمعين، سيدنا و حبيبنا محمد صلوات ربي عليه و سلّم. إن المشكلة ليست في رصد الظاهرة و عرضها بأبلغ العبارات و أتمّهن. و لكن علينا أن نقترح حلولا كذلك. فما جاء في موضوعك غيض من فيض. و لكن لا يمكن التحدّث عن هذا السلوك دون باقي السلوكات و الأمراض التي تنخر شوكة المجتمع.
موضوع هام و خطير لا تسعه هذه الصفحة ... إلى متى و الوضع يتفاقم و يزداد سوء و الكل يتفرج. لو كل واحد فينا ابتداء من الأسرة و وصولا إلى أعلى هرم السلطة تحلّوا بروح المسؤولية لما كان حالنا مزريا إلى هذا الحد الكارثي. فليت الأب يرعى ابناءه في صغرهم، و يغرس فيهم التربية الصحيحة و الأخلاق الفاضلة. و ليت المدرسة تتخلّى عن دورها السلبي الذي تلعبه الآن في الاكتفاء بتعليم التلميذ دون تربيته، و ترتقي بمنظومتها إلى إعداد رجل الغد و امرأة الغد على أكمل وجه. و ليت المسجد يفتح أبوابه لتلقين الأبناء تعاليم الدين السمحاء، فيسمحوا بحلقات الذكر كما كانت بالأمس القريب، و لا ينحصر دورها فقط في الصلوات المفروضة. و ليت الجار يساعد الأولياء على تربية ابنائهم بالنهي عن المنكر و الأمر بالمعروف. و ليتنا جميعا نتحلى بروح المبادرة فنسعى جميعا دون الاتكال على غيرنا لتغيير ما يمكن تغييره بالقدر المتاح. فلا ننتظر أن يقوم الرئيس بسنّ قوانين أو إصدرا أحكام للتصدي لهذه الأمراض الفتاكة. بل علينا نحن من نعيش هذا الواقع أن نتصدى لها دون إبطاء.
أعذروا طول ردّي. فإنما هي لواعج و خلجات تنتاب قلبي فتهصره هصرا.
تقبل الله صيامك و قيامك أخي الفاضل