وبدأت الطائفية المقيتة، تفكك أوصال المجتمعات العربية، وتنهي ما بدأته الأنظمة الفاسدة، وأذناب الاستعمار، والفقر والجهل.
بت ليلة أول أمس أتابع على الشبكة، وعلى صفحات الأصدقاء، اللبنانيين والمصريين على الفايس بوك، أخبار ”الحرب” في صيدا، والفتنة الطائفية في الجيزة بمصر.
لم تعد الحرب في لبنان، تلك الصور المبهمة التي كنا نتابعها على شاشة التلفزيون زمن الجنون في السبعينات، قربتها الشبكة العنكبوتية منا، عندما صارت تدور على مقربة من بيوت أصدقاء، فهذه الصديقة الصحيفة بصحيفة النهار اللبنانية ”سوسن أبو ظهر”، لم تتوقف الليل كله من صيدا عن إرسال رسائل استغاثة، والحرب بين الجيش اللبناني الذي سقط أزيد من عشرة منه، وبين جماعة المدعو الأسير السلفي الذي يقود حربا على الجيش وعلى جماعة حزب الله، مست البناية التي تسكن بها.
سوسن كتبت في ما يشبه استغاثة يائسة مع اقتراب الفجر ”أتمنى ألا يحل أجلي هذه الليلة، يا الله ما بقي عندي شيء أقوله”.
وتضيف ”بدنا يطلع الضوء، لنشوف شو بقى في الشارع والبناية”.
لن أتساءل من أين جاءت المؤامرة، ومن أين نزلت علينا الفتن، فلا شيء حضر بليل، وإنما اللعبة صارت مكشوفة، فلما لم تتمكن إسرائيل وأمريكا، والدولة الوهابية من كسر أنف إيران ولم تتمكن من وقف مشروعها الذري، ها هي توجه إلى الشيعة ما هو أكثر تدميرا من القنبلة النووية.
في لبنان خرج الأسير يقاتل الشيعة ويدخل بجنونه هذه البلاد في الفوضى التي لم ترحل عنها يوما، فصيدا باتت ليلة أول أمس غارقة في الظلام والرصاص والخوف، ونفس الشيء عاشته طرابلس، فالحرب الأهلية الدائرة في سوريا، فاض حقدها على الجيران وتأكدت التحذيرات من أن تنتقل شرارتها إلى لبنان الذي يعاني وضعا أمنيا هشا.
وفي مصر المقبلة على فتنة طائفية غير مسبوقة، عاشت منطقة الهرم الشاهدة على الحضارة والتاريخ وتطور الفكر الإنساني، عاشت همجية لم يعرفها الإنسان الأول، حيث قام شباب أعمتهم فتاوى القرضاوي، وخطاب الكراهية والطائفية لمرسي، الرئيس الذي فشل حتى في جمع مواليه حول مشروعه، بسحل الشيخ شحاته، زعيم الطائفة الشيعية بمصر، قتلوه ونكلوا بجثته وجثث ثلاثة شيعة آخرين تحت التكبير والتهليل.
إنها الفتنة الكبرى، فتنة لن تبقى مقتصرة على مصر أو لبنان أو سوريا وحدها، بل هي الحرب الكبرى التي تديرها أمريكا بيد من حديد، ودون أن تطلق رصاصة واحدة؟!
https://www.al-fadjr.com/ar/assatir/248064.html