مرحبا أخي محمد ذكرتني بمقدمة كتاب جدد حياتك للشيخ محمد الغزالي رحمه الله كثيرًا ما يحب الإنسان أن يبدأ صفحة جديدة في حياته، ولكنه يقرن هذه البداية المرغوبة بموعد مع الأقدار المجهولة، كتحسن حالته، أو تحول في مكانته. وقد يقرنها بموسم معين، أو مناسبة خاصة. وهوفي هذا التسويف يشعر بأن رافدًا من روافد القوة المرموقة قد يجىء مع هذا الموعد، فينشّطه بعد خمول ويُمَنّيه بعد إياس. وهذا وهم. فإن تجدد الحياة ينبع قبل كل شىء من داخل النفس. والرجل المقبل على الدنيا بعزيمة وصبر لا تخضعه الظروف المحيطة به مهما ساءت، إنه هو الذي يستفيد منها، فالإنسان إذا ملك نفسه وملك وقته، واحتفظ بحرية الحركة لقاء ما يواجه من شئون كريهة، فإنه يقدر على فعل الكثير دون انتظار أمداد خارجية تساعده على ما يريد.لا تعلّق بناء حياتك على أمنية يلدها الغيب، فإن هذا الإرجاء لن يعود عليك بخير. الحاضر القريب الماثل بين يديك، ونفسك هذه التي بين جنبيك، والظروف الباسمة أو الكالحة التي تلتف حواليك، هي وحدها الدعائم التي يتمخض عنها مستقبلك. فلا مكان لإبطاء أو انتظار،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسىء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسىء الليل". رواه مسلم.