البديهة في سرعة الرد .. تلجم الخصم

[syrus]

هذا قصة من خيال بعض قصاص العرب عن سرعة البديهة

كان في بني تميم رجل اسمه حنظلة و كان معروفا بسرعة الجواب المسكت حتى لا يكاد أحد يقهره فتزوج امرأة منهم اسمها علقمة فولدت له عدة أولاد لكن لم يسلم له منهم غير ولد سمّاه مُرّة , وكان مُرّة أحدّ لساناَ وأسرع جوابا من أبيه مع بشاعة منظره و قبح مخبره.

فقال يوماَ حنظلة لولده : أعطني كذا فلم يعتنِ مرّة بوالده و لم يأبه به فغضب حنظلة غضبا شديداً فالتفت إلى ولده مرّة فقال له :

- يا مرّة إنك خبيث كاسمك

- فقال مرّة : أخبث مني من سماني به.

- فقال حنظلة : إنك لَمُرّ ٌ يا مرّة.

- فقال مرّة : أعجبتني حلاوتك يا حنظلة.

- قال حنظلة : والله لستَ من الناس.

- فقال مرّة : من شابه أباه فما ظلم

- قال حنظلة : لا رضي الله عن بطن تقلبتَ فيها.

- قال مرّة : أجل ولا عن ظهر نزلتُ منه

- قال حنظلة : ويحك لا تزداد إلا سوء أدب.

- قال مرّة : أتجني من الشوك عنبا ؟.

- قال حنظلة : لقد كنتَ شؤمًا على إخوتك فماتوا و بقيتَ .

- فقال مرّة : أعجبتني كثرة عمومتي يا مبارك.

- قال حنظلة: لا أفلحتَ أبدا .

- فقال مرّة : و كيف يفلح مَن أنت أبوه ؟.

- قال حنظلة : ما أحوجك إلى تأديب.

- فقال مرّة : الذي نشأتُ على يديه أحوج مني إليه.

- قال حنظلة : أراحني الله كما أراح إخوتك.

- فقال مرّة : تختنق بحبل حتى تموت فتستريح مني.

- قال حنظلة : لأدعونّ الله عليك.

- فقال مرّة : الذي تدعوه عالم بك.

- قال حنظلة : ما يعلم منّي إلا خيراًَ .

- فقال مرّة : مادح نفسه يقرئك السلام .

- قال حنظلة : ما أجد لي خيرا من السكوت .

- فقال مرّة : يمنعك منه سوء خلقك الذميم.

- قال حنظلة : لولا صبري ما تجرأتَ عليً .

- فقال مرّة : إذن نفسَك فلُمْها.

- قال حنظلة : إن قمتُ إليك لأوجعنّك ضربا .

- فقال مرّة : ما أنت أشدّ منّي بطشا .

- قال حنظلة : أتضرب أباك إذا ضربك ؟

- فقال مرّة : أوَ عندك شكّ في ذلك ؟

- قال حنظلة : فإذن سوّد الله وجهك .

- فقال مرّة : أمّا أنت فبيّض الله عينيك

- قال حنظلة : ورّم الله منك الأرض

- فقال مرّة : إذن فرّق الله بينك و بين العافية.

- قال حنظلة : يا رب ترزق الناس أولادا طيّبين و ترزقني شيطانا .

- فقال مرّة : أمَا علمتَ أنّ من العصا العُصية و الحيّة لا تلد إلا حيّة .


فانقطع حنظلة عن الكلام، ولم يعش بعد ذلك إلا يوما و ليلة ومات