السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
ربما عرفت الآن أن التغيير لا يأتي بالمقاطعة و لا بالا نتخاب و بالتأكيد ليس بالثورة.
أشرت أخي إلى القابلية للاستعمار، فهل ترانا تخلصنا منها؟ و هل ما يسمى الربيع العربي يعبر فعلا عن صحوة الضمير و بداية عهد النهضة؟ أنا شبه متأكدة أنن الجواب هو "لا".
حاجتنا الآن إلى المصلح الاجتماعي أكبر من حاجتنا إلى السياسي النزيه حتى ندرك فعلا ما نعانيه و نعالجه بما يجب. ربما بدأنا نعي ما يدور حولنا و لكننا لا نزال قاصرين عن الرؤية الشاملة التي تسمح لنا بمواجهة مشاكلنا بفعالية و لهذا نحصر التغيير في أعلى المستويات بينما لو نظرنا إلى أنفسنا و فيما حولنا لوجدنا ما يستوجب التغيير، و لنأخذ كمثال العمل أيا كان نوعه، فالكل يرى فيه وسيلة لسد الحاجيات وحسب وقليل جدا من يرى أن عمله يساهم في التطور بطريقة مباشرة أو غير مباشرة و بالتالي مهما كان عمله بسيطا تجده يؤديه على أكمل وجه لأنه يعلم أن نتيجته ستنعكس على الآخرين سلبا أ و إيجابا.
عموماأريد القول أن الخلل سيظل موجودا ما دمنا لا نرى إلا أسهل الحلول فنربط الإصلاح بالإدارة و حسب مع علمنا أن الموظف البسيط لا يؤدي واجبه فهناك إذن دائما مجال للتغيير ؛ لنصلح أولا أنفسنا فلربما لم يحن وقت التغيير بالمعنى الذي يتحدث عنه الجميع و قد قال الله تعالى " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
سلام