تجولت في نفسي ...

[همسة الروح]

في ليلة مظلمة غاب فيها القمر من السماء و جافى فيها النوم العين، و بكى القلب الحزنان. قررت أن أضع حياتي أمامي و اطرق بابها و ادخلها، تردد كثيرا و لكن كان لابد من المواجهة من الجرأة.
و هكذا دخلت الباب لقيت متاهات لا اعرف من أين أبدا المسير، أخذت امشي دون تخطيط أو تفكير هذا بيت من الدماء، و هذا بيت فخم من الدموع و الآهات، و هذا مستنقع من الجراح و تلك نقاط سوداء عاتمة علقت بالقلب. و هذه بضع نقاط بيضاء. هنا نور خافت و هناك ظلماء عتماء.
أصبت بالغثيان اهكذا أنا !!! ؟؟؟ اهكذا حياتي ؟؟؟ اهكذا شبابي ؟؟؟ اهذا ما نسخته فيا الأيام !! ؟؟؟
لا مستحيل مستحيل... و بدأت ابحث عن نفسي أجري و أجري أسقط تارة و اتعثر تارة برسوب الأحزان. و فجأة دخلت مكان موحش كان مقبرة للأفراح فيه بضع قبور قد تهدمت من كثر النسيان. لا لست أنا لست أنا و رحت اجري و أبكي و اصرخ .
و فجأة رأيت نور خافت كان كالشعاع رحت لا ادري لماذا كان طوق نجاة تتبعته لعلي أجد مخرجا و هكذا شيئا فشيئا اشتد الضياء نعم فرحت ارتحت . تنهدت و دخلت كان قصرا فخما مليئا بالنور و الضياء جدرانه نور و أرضه نور و سقفه نور أدركت حينها انه الإيمان بالله بقضائه بقدره بقدرته . أيقنت أن هذا النور هو رحمته هو حبه لي حمايته اتكالي عليه في السراء و الضراء .
و هكذا رجعت و أنا فرحانة سعيدة لا احمل معي سوى نور الإيمان و الاتكال على الله رامية ورائي كل أحزاني .