الوقفة الثالثة : إن المؤتمرين كانوا على علم مسبق بمحور اللقاء ومقصوده , كما جاء في مقدمة البيان الختامي : "تأمل بعض المهتمين بهموم الوطن ومصلحته في التحديات والمخاطر التي تواجهها المملكة ، وما يمكن أن يسهم به رجال العلم والثقافة في خدمة وطنهم ومجتمعهم في ما يتعرض له من مشكلات وضغوط ، واقترحوا ترتيب لقاء وطني لحوار فكري تناقش فيه بعض قضايا الوطن من أجل تأصيل تمسكها بدينها وثوابتها الشرعية وتوثيق عرى الوحدة الوطنية ، وتمتين أواصر العلاقات بين أفرادها وتوثيق صلتها بالعالم الإسلامي في إطار الوسطية والاعتدال).
أقول :
إن المقصود الأساس من هذا اللقاء الوطني الأول كان معروفا للشيخ ربيع , وكان بإمكانه الاعتذار منه -كما اعتذر غيره- , لكنه آثر المشاركة فيه رغم مشاركة الرافضة والمبتدعة فيه ؛ لأن الشيخ ربيع المدخلي يتبنى مشروعية المشاركة في مثل هذا الحوار بين السنة والشيعة ؛ لا بل هو يؤيد الدعوة إلى مثل هذه الحوارات , كما قال في مقال (طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية) : "جاء في هذا المقال : ثناء على خادم الحرمين -حفظه الله- الذي تبنى الحوار الوطني ويشجعه لحرصه على جمع كلمة الأمة وحرصه على ما يصلحها ويدفع عنها الفتن , وأثنى على علماء السنة الذين يدعون إلى الحوار بين السنة والشيعة.
ونحن نؤيد الدعوة إلى الحوار النزيه , وأطلب من أطراف الحوار أن يضعوا الأصول الصحيحة التي يقوم عليها الحوار والتي توصلنا إلى النتائج المحمودة التي ينشدها كل مصلح مخلص , مع رجائي أن يتوفر الصدق والإخلاص والحرص على الوصول إلى الحق والأخذ به" .
وأقول :
ومما يؤيد أن مشاركة الشيخ ربيع بقية المؤتمرين في اللقاء كانت بهذا الدافع والقصد: هو استمراره في المشاركة في سائر جلسات اللقاء العشرة -وعلى مدى أربعة أيام- كما جاء في (البيان الختامي) : "وعقد اللقاء في رحاب مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض في المدة من 15-18\4/1424 الموافق 15-18/6/2003 .... ، وتناول المجتمعون في تسع جلسات عمل وجلسة خاتمة حفلت بالمناقشات العلمية الهادفة والمصارحة والوضوح في مناقشة محاور اللقاء الأساسية" .
- وقال حسن الصفار –فيما نقله عنه (جروان)- : " بهذه الروحية المنفتحة ، انطلق المتحاورون في بحث القضايا المقترحة ، للنقاش من هموم الوطن والمواطنين ، في عشر جلسات ، استغرقت حوالي خمس وعشرين ساعة".
أقول :
لو كان الشيخ ربيع المدخلي متحفظا على أصل فكرة( الحوار الوطني) لكان بإمكانه عدم المشاركة –أصلا- , أو الانسحاب من اللقاء بعد أن قال كلمته , لكن استمراره في اللقاء قرينة قوية على تبنيه مشروعية مجالسة المؤتمرين من الرافضة والإسماعيلية وغيرهم لمقاصد هو أعلم بها !!!