ثورتنا على الكذب والتواطؤ العالمي مع طاغية دمشق
بعد أربعة عشر شهرا من الثورة لا يزال المجتمع الدولي بحاجة إلى مراقبين يراقبون القتل ويحصون شهداءنا، بعد أربعة عشر شهرا من الملحمة التي سطرها ولا يزال يسطرها الشعب السوري بنجيعه لا يزال العالم كله متواطؤ مع طاغية دمشق ويمنحه الفرصة تلو الفرصة من أجل ذبح الشعب السوري، فلكل دولة ولكل معسكر ثأر مع الشعب السوري منذ أن كان معقل الخلافة الأموية بعد الخلافة الراشدة، ثم الداعم الأساسي للخلافة العثمانية، وبعد رحيلها تم تغييب أهل السنة عن الحل والعقد السوري بفرض الأقلية العلوية الطائفية على الحكم من خلال دعم فرنسي غير مسبوق، وحين انتفض الشعب السوري بكافة أطيافة وألوانه إلا الأقلية العلوية المجرمة في تعاملها الطائفي المقيت منذ عقود إلا أفرادا لا يشكلون وزنا في ظل دعم طائفي علوي رهيب لهذا النظام المجرم القاتل والمستعدة إلى المضي حتى النهاية كما ثبت ضد كل أطياف الشعب السوري، نقول حين انتفض الشعب السوري اكتفت بعض دول العالم بالدعم اللفظي بينما يدعم النظام عمليا بكل ما تستطيعه هذه الدول من أجل وقف عجلة التغيير ومن أجل الإبقاء على روح اتفاق سايكس بيكو في فرض الأقلية العلوية الطائفية الإقصائية المجرمة ولو كان ذلك بتسليم قيادة المنطقة إلى روسيا المستبدة المجرمة وإن كان يتناقض مع هزيمة المعسكر الشرقي أمام المعسكر الغربي، ولكن ما دام الأمر يتعلق بالشام وعبقرية المكان وتغيير موازين القوى المنطقوية و العالمية فلا بأس بعودة الاستبداد الروسي على حساب الدم السوري المسال يوميا ..
لكن الشعب السوري حسم خياراته وسائر في درب الحرية مهما كلفه، والتواطؤ العالمي الأميركي والفرنسي والبريطاني المتراجع الآن لصالح الاستبداد الروسي المجرم لن يثني الشعب السوري عن طريقه الثوري في بلوغ حقوقه وأهدافه ، ولن يثنيه عن الاستنجاد بإخوانه وأحبابه في نصرة الشعب السوري المظلوم لا لذنب اقترفه سوى أنه نادى وطالب بالحرية، فالتواطؤ العالمي أوضح من أن يبان وأظهر من أن يكشف، والشعب السوري بكافة محافظاته دخل على خط الصراع، والعالم السني كله سيدخل سريعا على خط الصراع وستعلم روسيا وإيران أنهما منبوذتان وسيعلم العالم الغربي المتواطئ أن قطار الشعب السوري قد فاته، وحينها لن يكون بمقدور أحد أن يتشدق أنه متفضل على الشعب السوري وثورته المباركة، بعد أن تمكن من إسقاط النظام العالمي الكاذب المتواطئ مع القتلة والمتواطئ مع الأساطير والأوهام ..