الساعة الخامسة ونصف صباحا ،حافلة تنطلق إتجاه العاصمة قادمة من الضاحية الغربية الكراسي شبه فارغة، سكون عارم شاب ملتزم يجلس على كرسي حاملا كتاب بحر الدموع للإمام ابن الجوزي مبحرا بين ثناياه تقادفه موجه بين اسطر الكتاب فيروح يمنة ويسرة في جوه الساحر، يتملكه سكون الكتاب وسكون الخشوع وسكون الصباح الحالم ،فجأة وبلا سابق إندار شاب مهوس الفكر شوكي الشعر شعره يتصبب لزوجة بفعل الاشياء المتراكمة فوقه سرواله الممزق الجانب يكاد ينفجر عن جسمه وفور صعوده يشعل نار هاتفه فتعم الفوضى المكان ويدوي صوت غريب ستب ستب ستب ستب تضج الأركان ويشيع الهدوءعلى اثر المصاب الأليم في جنازة مهيبة وما يكاد الجو أن يخلوا للشاب الديكي حتى تدخل المعركة فتاة مطلية الوجه ترتدي أشياء غريبة الشكل يعجز بل يستحي قلمي عن وصفها تدخل الفتاة في دوامة الهاتف عبر مكالمات صباحية تعقبها كلمات وغمزات وهمسات وأخيرا تنفجر..... ضحكاتها المقززة لتقاوم موسيقى الستب الستب الشاب الملتزم يحوقل ثم يحسبل ثم يفكر في حل لفرض قانون الهدوء حق وواجب ،الشاب الديكي يغير قانون الحرب عبر إطلاق موسيقى نابية الكلمات عله يستميل ساكنة الهاتف التي لم تزل تفجر ضحكاتها المقززة ،أخيرا ينطلق الشاب الملتزم نحوا الديكي فيطلب منه وبأدب خفض صوت هاتفه وإحترام الجو العام الشاب الديكي يبستم إبتسامة ساخرة تجعل الملتزم يتكلم بلغة جديدة تسمى لغة فليغيره بيده تجعل هده اللغة الشاب الشوكي يسكن قوقعة حلزونية ثم يبدء في الاضمحلال حتى يتلاشى بين أثون الصراع، الفتاة الضاحكة ترى المشهد فتوقف د وامة العنف الحسي وتذخل طائعة في غيبوبة عقلانية مفترشة زاوية قصية، الشاب الملتزم يعود منتصرا الى مكانه هده المرة يفتح كتاب شرح العقيدة للأبن الجبرين، الشاب الشوكي يرفع غطائه الحلزوني وينسل نازلا في خفاء سردابي تعقبه الضاحكة وتستمر الحافلة في مسيرها الهادء بعدهم