رِثاءُ القمر
رحل الضياء مُودعاً عنا
والقلبُ أدمته آهاتٌ وتنهيدُ
فيا قَمرَ الحزانى إلام الرحيل
من لنا بنورك المستَمدُ المُفيدُ
يا صبحَ الفجر لا تغب
إنا لمثلِكَ نرجو ونُريد
أنزارُ إنا لفقدك ثكلا
أما كنتَ روحٌ لنا والوريد
أتَهجرنا سيدي لِلَظى حاقدٍ
.تحرقُ منا الكبير والوليد
أتَترُكنا لِظلمة الظُلَّامِ تيها
وقلوبنا من نورك تستزيد
ربِ أما للأوطان من حقٍ
بفكرٍ وسيفٍ وقائدٍ صِنديد
أما لقدسنا سيفٌ يُسَّلُ
على البغيِّ كسيفِ ابن الوليد
أفزِعِ اللهمَّ عدواً طَغى
وشتت منهمُ الأوصال والوريد
هاذي جُموعُ الحقِ تبكي
رحيلُ مؤدبٍ وركنٍ رشيد
فمن يَبذُرُ الأمل فينا
زهرُ حُبٍ وفخرٍ نضيد
آهٍ على الأوطان بيعت
بِبَخسٍ من المال زهيد
أسفي لآساد قُصِفَ عرينُها
و تبقى الكلاب تنهشُ من تريد
وأسفي لِوُلاةٍ باعت ضمائرها
فأضحت للغربِ رقيقاً وعبيد
مثواكَ للعُلا أخا الإسلام
وجنة فيها نبيٌّ وصِديقٌ وشهيد
أنزار إنا على العهدِ باقون
أقسمنا أن لا نهونَ ولن نَحيد
أريانُ رُوينا منك الفداء
أملاً سلسلاً معَ كل فجر جديد
نَمْ في سلامٍ فقد أَورثتنا
بأساً يفوقُ الصخرَ ويَفِلُ الحديد
سنُحيلُ نهارَ البغيِّ ظُلمةٌ
وأشباحٌ تُرعِبُ كلَ جبان رعديد
وستلبس غزةَ حُلتها
ويذكرُ التاريخُ مجدكَ التليد
فإلى جنات الخلد أخانا
وعباءةُ رحمةٍ من ربٍ مجيد