بلاد ربحت رئيسا...و خسرت الديموقراطية

[جمانة اناهيد]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تحياتي للجميع


اخيرا اذن
و بعد قرابة السنتين من التصريح و التصريح المعاكس
و الالاف من المقالات في الجرائد
و عشرات الساعات من الاحاديث في التلفزيون
و عشرات المئات من المواضيع في منتدانا
اخيرا اذن....باضت الحملة الانتخابية بيضة
و فقست الانتخابات بالامس رئيسا للجزائر

عارض البعض منا الانتخابات و دعا للمقاطعه
و عارض البعض منا المعارضة و دعى للمشاركة
و كل منا نال في ذلك حقه من الديموقراطية
فالشعب اذن قد فاز في الديموقراطية
بغض النظر عمن فاز في الانتخابات
لكن التاريخ سيشهد بان السلطة قد خسرت في الديموقراطية في شهورما كسبته
خلال اعوام عديدة
و سيقول الجزائري يوما...ليتني كنت ادري

الكثيرون منا لم يروا في التعديل الدستوري الا طريقا معبدا لمحبوب الجماهير للمضي نحو عهدة ثالثة
و من منا غير الجحود ينكر ما جاء به بوتفليقة
و من منا كان يريد من المترشحين الاخرين بديلا عن بوتفليقة
عدا قلة قليله
من منا كان يريد عودة النظام الاشتراكي البائد الى حكم بلادنا بعد ان
طلقه العالم اجمع
و من منا كان يريد حكما اسلاميا بعد عشرية من الدماء تسبب فيها مجرد التفكير
في نظام اسلامي
اذن فكلنا نريد الرئيس ...لكننا نريد ايضا الديموقراطية


سيموت الرئيس يوما....فسبحان الحي الذي لا يموت
و سياتي بعده رئيس...يختاره الشعب او لا يختاره
لكنه سياتي....و من غيره سياتي؟؟؟؟؟؟؟
و سيفكر هذا الرئيس في ان ينصب نفسه ملكا على البلاد من غير ان يخرق الدستور ظاهرا
و سيكون له ذلك
فما اسهل ان يرشح نفسه لعهدة ثانية و ثالثة و رابعه و خامسة
و ما اسهل ان يحصن نفسه باحزاب تضمن له الاف الانصار
حتى تظهره للعالم مرغوبا فيه من كل الجزائريين
و ما اسهل ان يزور الانتخابات...فيجعل نسبة المشاركة 74 في المائة رغم انه لاحد ذهب لمكاتب الاقتراع
و ما اسهل ان يفوز بالانتخابات بنسبة 90 في المائة
و ان يخرج انصاره للشوارع ليظهروا فرحة الجزائريين بهذا الانتصار العظيم الذي حققوه

سيشهد التاريخ ان بلادنا بتاريخ التاسع افريل
ربحت رئيسا....و خسرت ديموقراطية بنيت على اشلاء 200 الف قتيل