كان الانسان منذ الازل العميق شديد الاعتقاد بالقضاء والقدر
ويتضح من خلال مسيرته الوجودية التاريخية التي تتضمن سجلا فريدا لجميع افكاره وعاداته
وقبل انبلاج فجر الاسلام قد اسلم نفسه كليا واعتقد اعتقادا اعمى بمسالة انه العوبة في ايدي الغيب
وبالتالي فقد ولدت مثل هذه الفكرة عند استخفافا طائشا بالموت واستهانة شديدة بالحياة
ثم فجر الاسلام اشعة نوره على الانسان واحدث في عقله انقلابا جذريا جعله يتقبل افكارا جديدة
فبالاضافة الى الاعتراف بوجود مدبر تهيمن ارادته على العالم باسره تقبل الانسان مفهوم الوعي الخاص
بالاعتماد على النفس والمسؤولية التي ترتبت على حرية ارادة الانسان
ومن الخصائص البارزة التي اكتست اهمية بالغة في القران الكريم دعوته الى البحث والاستقصاء
ولعل الكثير من اعداء هذا الدين المجيد والتفكير المشرق قد لمحوا الى وجود تناقض بين
سيطرة الاله الكاملة على مقدرات الانسان وبين حرية المرء في الاختيار
حتى يتحمل المسؤولية على اختياره
ونحن نرد ونجيب انهما مكملان لبعضهما وغير متناقضان ابدا
كون الاولى هي مباشرة على الناس وتتغلغل الى منابع تفكيرهم
اما الثانية فهي اساس نشاطات الانسان في الحياة
اذن فالانسان مخير ومسير في نفس الوقت
فما رايكم اخواني الكرام