الرقابة الداخلية لدى المسلم : والمتمثلة في ضميره الحي المرتبط أصلا بالإيمان بالله عز
وجل في كل أموره الظاهرة والباطنة ، وإدراكه التام لرقابة الله عز وجل له في السروالعلن، كما قال تعالى: " أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم
. يكتبون ". 1وقوله أيضًا: "وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور " 2
*التخصيص الأمثل للموارد البشرية:فما أننا خلصنا إلى كون الإنسان هو مصدر الفساد
الأول فيجب أن نتعامل معه بالشكل الذي يقلل من احتمال وقوعه في الخطأ فاعتمادنا في
أداء عمل يفوق طاقة العامل سيقلل الكفاءة الإنتاجية من جهة و يحفز العامل على الغش
من الجهة المقابلة يقول تعالى " قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت
القوي الأمين" 3. وفي نفس السياق ندرج حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن أبي ذر
رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله ألا تستعملني ؟قال : فضربني بيده على منكبي
ثم قال يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها
بحقها وأدى الذي عليه فيها ( صحيح مسلم )ومن هذا الحديث يتضح أن الرسول صلى الله
عليه وسلم قصد بالأمانة المتطلبات الأساسية والحد الأدنى من كفاءة الأداء ، والمهارات
الذهنية والعقلية التي تتطلبها الوظيفة التي طلب الصحابي أن تسند إليه. ولما كان الرسول
عليه السلام ببعد نظره وجد أن المهارات والقدرات الذهنية والاستعداد النفسي والعقلي
غير متوافرة لدى هذا الصحابي فإنه قال له " إنك أمرؤ ضعيف" بمعنى أن الرسول صلى
الله عليه وسلم كان يقصد أن ما لدى هذا الصحابي من مهارات وقدرات أقل نسبيًا مما
تتطلبه الوظيفة العامة، فكان الرسول عليه الصلاة والسلام – ببعد نظر – يعطي تقديرًا
خاصًا للموارد النادرة نسبيًا، وأنه كان حريصًا على استغلال هذه الموارد أفضل استغلال
ممكن. وهذا من شأنه تحقيق المجتمع الإسلامي لأعلى إنتاجية ممكنة.
*القدوة الصالحة :لتسيير الموارد البشرية بنجاعة يجب أن نوفر لها القدوة الصالحة فإذا
صلح الراعي صلحت الرعية ، وفي الإسلام يعتبر سيد البشرية محمد صلى الله عليه
وسلم أحسن من يقتدى به إلى جانب الصديقين والصحابة والصالحين من الأمة الإسلامية
وهنا يبرز إحياء السنة النبوية الشريفة وتعظيم شأن الصحابة والصديقين والصالحين
عاملا قويا لكبح الفساد في العبادات و المعاملات