دور مفتش التربية والتعليم الأساسي نحو مشروع المؤسسة
مــدخل:
                يعدّ مشروع المؤسسة من مقومات التجديد التربوي بالمؤسسة التعليمية , و من الأنشطة الموازية التي تساهم في خلق حياة مدرسية ناجحة , قصد الرفـــــع من مستوى المتعلمين و دعــــم
 مردود هم التحصيلي و المهاري و السمـــو بحافـــز يتهم الوجدانيــــة 
و العلمية, من أجل المساهمة مع الفريق التربوي في جعل المؤسسة ليس فضاء تقويم المعارف فحسب بل فضاء موازيا حيويا و ضروريا لممارسة الأنشطة الفنية و الثقافية و الاجتماعية و الرياضية و انجاز المشاريع بطريقة فردية أو اجتماعية أو تشاركية .
     و قد ظهر مشروع  المؤسسة كمظهر من مظاهر التجديد التربوي في نظامنا التربوي الجزائري منذ مطلع السنة الماضية , حيث أصبح نشاطا إجباريا يؤديه رئيس المؤسسة رفقة فريق القيادة لمؤسسته انطلاقا من بعض الظواهر الخاصــة المميزة للمؤسســة في إطـــار المنظومة التربوية الشاملة
و البحث في معالجة ما يطرح عليها من قضايا تربوية تتعلق بعناصر
 و مكونات العملية التعليمية .
 دور مفتش التربية و التعليم الأساسي : 
          تتضافر جهود عدة في ابراز أهمية مشروع المؤسسة و العمل به و جعله أداة جديدة و متجددة لتطوير الفعل التعليمي التعلمي , كونه فعلا تعاونيا ميدانيا و واقعيا و نشاطا علميا ينطلق من أهداف واضحة 
و دقيقة و محددة و فلسفة واعية بالزمن و سياقات الإنجاز .
 اذن هو فعل جماعي تشاركي يقوم به المتعلمون بمآزرة الفريــق الإداري و التربوي للمؤسسة مع الفاعلين الداخليين و الخارجيين .
         ومن هؤلاء الفاعلين بل أهمهم جميعا مفتش التربية و التعليم الأساسي القائد التربوي للمقاطعة و المرجع  التوجيهي و التكويني  للمؤسسة .
 يتمثل دور مفتش التربية و التعليم الأساسي في القيادة الحكيمة 
و الرائدة للمشروع اعتبارا لمهامه الإشرافية و التكوينية و الرقابيــة .
     فالمفتش يقوم بإعداد القائد القوي لمشروع المؤسسة يوجهــه 
و يرعاه و يدعمه بالنظريات التربوية الرائدة في هــذا المجال , يراقب أعمال فريق القيادة باستمرار قصد تدعيــم مساره الصحيح و تصويب أخطائه ان وجدت , ويقيم كل مراحل الإنجاز ليبنى على أساسها خطة تكوينية مستقبلية. 
 
 
 
اذن : المفتش يكوّن و يراقب و يقيّم 
و يبني خطط تكوين جديدة
 
 
  الأساليب الصحيحة لقيادة المشروع عند المفتش : 
  1) القيادة الفعالة للمشروع : و ذلك بمراعاة ما يلي :
  ـــ أن يستعمل المفتش أساليب تدبير التغيير في قيادة المشروع .
 ـــ أن يطبق مبدأ التشارك في قيادة المشاريع .
 ـــ أن يشجع المبادرات ان وجدت و يتولاها لتحقيق أهدافها. 
 ـــ أن يعطي القدوة الحسنة في الاقتناع بالمشروع و المساهمة في إنجاحه .
 2 ) التمكن من أسس المشروع : و ذلك بمراعاة ما يلي : 
   ــ تحديد العناصر الأساسية للمشروع بمراعاة وضعية المقاطعة .
  ـــ المعرفة التامة بالعوامل الفاعلة في نجاح المشروع .
 ــ القدرة على استثمار الإطار المؤسسي للمشروع .
 
            ذلك كله من شانه أن يكسب المفتش القدرة على نقد و توجيه مشروع المؤسسة المقدم من طرف مدير المؤسسة .
 3) التدبير السليم للإنجاز : 
         من الضروري أن يكون المفتش قادرا ومتمكنا من كل مراحل إنجاز المشروع مثل :     
 ـــ تنظيم عمليات الإنجاز 
 ــ حسن التواصل و الإعلام :
 ــ استعمال تقنيات التنشيط و حل المشكلات .
 ــ فسح المجال أمام الفاعلين بالتكوين و التدريب حتى يتمكن من مراقبة و تتبع و توجيه سير الإنجاز 
 4) تدبير عمليات التقويم : 
 ــ يطبق خطة واضحة لتقويم المشروع .
 ــ يستعمل مؤشرات التحقق و يستثمر نتائجها .
 ــ ينجز تقارير التقويم المواكب للأعمال و تقرير التقويم الختامي . 
 ــ يتابع الفريق و خاصة رئيس المؤسسة صاحب المشروع لضمان الاستمرارية في الإنجاز 
 5) التكوين : 
 ــ ينظم عمليات الإنجاز. 
 ــ يحسن التواصل و الإعلام .
 ــ يستعمل تقنيات التنشيط و حل المشكلات و تدبير الصراعات ان وجدت.
 ــ يتيح التكوين المستمر لفريق المديرين على وجه الخصوص و لفريق القيادة عموما .
 
الخلاصة : 
        المفتش مشرف تربوي, و هو جزء هام من أدوات التغيير الايجابي الذي تطمح إليه وزارة التربية الوطنية, و عامل مهم في تكريس ثقافة التغيير نحو الأفضل في أي مشروع تطويري تتبناه الوزارة . و فلسفة التربية  للبلاد , و يستمد هذا الدور من صميم عمله .
 لذلك يعتبر نفسه المسؤول الأول على نجاح مشروع المؤسسة يتولاه و يرعاه , يرافق المدير
 و المعلم , يكوّن و يدرّب يراقب و يقيّم , يقوّم و يبني مشاريع تدريبية جديدة قصد التحسين و التطوير .