ربما ينتحر المدمنون ، و المجرمون ، و الذين يعانون من المشاكل النفسية و الاجتماعية ، و ربما ينتحر من عانى من ويلات الفقر ، شريطة أن تكون له تجربة في الحياة ، و يكون الدهر قد فعل فعلته و لكن ...
من الغريب و العجيب أن ينتحر تلاميذنا داخل مؤسساتنا التربوية ، حيث أنه قبل يومين وضع تلميذ حدا لحياته داخل المؤسسة ، حيث شاهده زملاءه معلقا على إحدى الشجرات بمؤسسته ، و انظروا ماذا سيفعله هذا المشهد في نفوسهم ....
و الله كمعلم أحسست بالذنب ، و أصبحت أنظر إلى نفسي أني مجرم ، و أنا من كنت المتسبب في هذه الظاهرة ، إنه إحساس انتابني يا إخواني و شعور أحرق فؤادي ، لأن الجميع وقع عقد الطلاق مع تربية أبنائه ، فهذه أرحام تدفع و شوارع و قنوات و فضائيات تبلع ، و تخلى الكل عن مسؤوليته لكن رغم ذلك ....
لقد تماديت يا إخواني في طلباتي التي لا حد لها ، و جاهدت نفسي فوق طاقتها و أضربت و أعلنت الحرب على كل شيء و عرفت كل ما يتعلق بالأجور و الترقية و التصنيف ، ولكني ...
أجهل كل ما يتعلق بأبنائي التلاميذ ، حياتهم اليومية ، حالتهم الاجتماعية ، أصبحت أمارس المهنة و لا أستطيع تأدية الرسالة ...
سأتحمل نقدكم يا زملائي