اما شبهة الشر فهي من اقدم الشبهات التي واجهت غقل الانسان منذ عرف التفرقة بين الخير والشر وعرف انهما صفتان لا يتصف بهما كائن واحد
وربما كان تفريق الانسان الهمجي بين شعائر السحر وبين شعائر العبادة مقدمة الحلول الكثيرة التي حاول الانساني البدائي ان يحل بها هذه المشكلة العصية
ثم ترقى الانسان في معارج الحضارة والادراك فاهتدى الى حل اخر اوفى من هذا الحل الساذج واقرب الى المعقول حين اكتشف ان لهذا الكون اله وجعل النور عنوانا لجميع الخيرات والظلام عنوانا لجميع الشرور
وخلاصة قولي حتى لا اكثر عليكم الحديث اخواني فان الشر بعد كل المراحل التي مر بها الانسان لاكتشافه هو لا يناقض الخير في جوهره ولكنه جزء متمم له او شرط لازم لتحقيقه فلا معنى للشجاعة بغير خطر ولامعنى للكرم بغير حاجة ولا معنى للصبر بغير شدة ولا معنى لفضيلة من الفضائل بغير نقيصة تقابلها وترجح عليها
ولا يمكننا بل من المستحيل ان نتمتع بحلاوة الخير وفضله من دون ان يطرق بابنا يوما اونتعرف يوما على الشر
فيا لها من حكم الهية عظيمة تلك التي جعلت لكل شيئ مكانه وهدفه وعمله
اخواني الكرام لقد حاولت كثيرا ان ابسط من كلماتي التي وظفتها في موضوعي هذا
وذللت كل الافكار التي قد تبدوا مبهمة لكم
عسى ان اكون وفقت في هذا وعسى ان اكون قد اوصلت لكم المعنى الصحيح من دون عناء واعتذر لكل من حاول المشاركة في مواضيعي وبدا له الامر مبهما
شكرا لكم كلكم من صميم القلب