بسم الله الرحمن الرحيم
بعد المبادرة التي تقدم بها بعض الأساتذة من جامعة الجلفة و التي تم نشرها عبر موقع و منتديات "الجلفة إنفو" تحت عنوان "ميثاق شرف... من نخبة المجتمع"، و بتفاعل الكثير من المهتمين بالموضوع، تم مؤخراً الإعلان عن إنشاء رابطة تضم أساتذة من جامعات مختلفة تحت مسمى "ميثاق الشرف الجامعي"...
نضع فيما يلي نصّه بين أيدي الأعضاء و الزوار:
الإعلان عن إنشاء رابطة "ميثاق الشرف الجامعي"

في ديسمبر 2008؛ اتفقت إراداتنا على الاصطلاح في ما بيننا على قواعد أخلاقية تحكم مهنتنا وتوجه وظيفتنا الحضارية والريادية في المجتمع والأمة؛ تكون لنا نبراسا يضيء طريقنا وميزانًا يقوّم أعمالنا، وفي جوان 2009 صدر مشروع ميثاق أخلاقيات الجامعة الجزائرية من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تضمّن عدة أحكام تخدم غايتنا؛ لاسيما الفقرة المتضمنة المسؤولية والكفاءة التي تحث على تشجيع مساهمة أعضاء الأسرة الجامعية في اتخاذ القرار وعلى رأسهم الأستاذ، وتلك المتعلقة بواجبات الأساتذة ومن أهمها التحلي بالحس النقدي والاستقلالية وتحمل المسؤولية المنوطة به والرفض في كل الحالات لـ "قانون الصمت"، وكذلك المتعلقة بحقوق الأساتذة والتي من بينها حقهم في العمل بعيدا عن كل تدخل من أي نوع كان ماداموا ملتزمين بمبادئ المهنة وآدابها، وإشراكهم في كل القرارات والقضايا المتعلقة بإدارة وتحديد برامج التعليم وبرامج البحث والنشاطات المحيطة بالجامعة ومنح الموارد وتقاسم المسؤوليات في ذلك،...
وعلى هذا الأساس نضع بين أيديكم مسودة الميثاق، لنفتح الباب للانضمام أو الاقتراح أو الترشيد، ولاقتراح صيغة عملية للالتزام بتنفيذه، ولصياغة تصور عن الخطوات اللاحقة..
ميثاق الشرف
شعورا منا بجزء من المسؤولية الملقاة على عواتقنا، بغية المساهمة في بناء وتكوين وتخريج الأجيال، وبالتالي مسؤوليتنا تجاه بلدنا في إمداده بالطاقات الحية المساهمة في رفع مستواه الحضاري، فإننا نشعر أننا مؤتمنون على إخراج تلك النخبة المتنورة المسلحة بقوة العلم، القادرة على خوض غمار الحياة بكفاءة وثقة في تحصيلها، الأمر الذي لن يتولاه غيرنا.
إننا من خلال هذا الميثاق، نقصد أن تحفظ للعلم هيبته في نفوسنا ابتداء، وفي نفوس أبنائنا بعد ذلك، وأن نُبقي على بارقة الأمل لدى كل من ينظر إلى الجامعة على أنها محضن للعقول ومصنع لإعداد الرجال، وبعيدا عن كل حسابات ضيّقة – تسيء لسمعة الأستاذ أو الطالب أو قدسية المكان وحرمته – مهما كانت مبررات أصحابها.
ولا نعتقد أن هذه الخطوة قد تأخرت بقدر ما يهمنا أنها وُجدت، وأن هذه الصفحة قد فُتحت لنسجل ضمنها موقفا تاريخيا حاسما في حياة هذا الصرح "الجامعة" الذي نأمل أن يواكب معناه مبناه.
ولأنها ليست مجرد صفحة تضم أسماءً وتوقيعات؛ فإنها في ضمائرنا أكبر من ذلك، إنها ميثاق شرف، وليس على الضمير ولا على الشرف رقيب؛ لذلك نتواعد على التالي:
أن نحافظ على جامعتنا من أن تمتد إليها يد الإساءة مهما كان مصدرها؛
أن نحافظ على مكانة العلم ونرقيها في نفوس طلبتنا؛
أن نساهم في رفع مستوى التحصيل العلمي لدى طلبتنا بالمثابرة والاجتهاد والبحث، والحرص على الأمانة العلمية؛
أن نعيد الهيبة لرسالة العلم في أذهان كل من له علاقة بالمحيط العلمي؛ من خلال إعطاء الطالب حقه كاملا في التحصيل أولا وفي التقييم بعد ذلك؛
أن نقف في وجه كل صنوف الغش والانتحال من جهة، وكل أشكال الإجحاف وسوء التقييم من جهة أخرى؛
أن نرفع من رفعه أداؤه العلمي وسهره وحرصه ومواظبته، ونضع من وضعه كسله واستهتاره وتفريطه، بضمير مهني مرهف وصرامة أخلاقية لا محاباة فيها، بعيدا عن أية اعتبارات غير علمية؛
أن نغرس في أنفسنا قيمة البحث العلمي، المستنير بالإبداع والموضوعية ومواكبة تطلعات واحتياجات تنمية وطننا بمختلف مناطقه وأقاليمه..
أن نواكب تطلعات التعليم الجامعي والبحث العلمي، ونبدي اقتراحاتنا حول مستجداتهما، ونساهم في ترشيد المبادرات وإسداء النصح والتوجيه لصانعي القرار في تلك المسائل، دون تزلف زائف ولا مزايدة مفتعلة..
أن نكون إرادة واحدة، إدارة وأساتذة وطلبة وأولياء أمور، في سبيل احترام هذا الميثاق وإنزاله واقعيا إلى أروقة الحرم الجامعي.
هذا ما اتفق عليه نخبة جامعاتنا وشرفاء بلدنا موقعين على ميثاق الشرف هذا، والذي نعتبره تكليفا لنا وتشريفا لجامعاتنا.
[right]
[b]
[/center]
لإبداء اقتراحاتكم يرجى الاتصال عبر البريد الإلكتروني:
mithak.charaf(at)gmail.com