أردت توضيح موضوع سقيفة بني ساعدة كما وعدت وسأذكر الرواية الشيعية والرواية السنية مع مصدر وسند كل رواية فالمعروف أننا نعتمد على السند في معرفة صحة الرواية أو الحديث
الروايتين في كتاب الطبري ومن المعروف أن الطبري يورد الروايات ويذكرها ويذكر سندها ويقوم بعد ذلك القارئ بالبحث في السند حتى يعرف ان كانت الرواية حقيقية أم لا .
الرواية الشيعية سندها هو أبو مخنف فمن هوعند كبار المؤرخين :
لوط بن يحيى (أبو مخنف) وهو من رواة المتقدمين (ت 157 هـ) وفي فترة مهمة من فترات التاريخ الإسلامي ابتدأت من وفاة الرسول حتى سقوط الدولة الأموية سنة 132هـ
وهذا الراوي غارق في التشيع من أخمص قدميه حتى شحمة أذنيه ولهذا قال عنه ابن عدي: شيعي محترق .
ولئن كان أمره مكشوفا لعلماء الجرح والتعديل وأرباب التاريخ المتقدمين، فليس الأمر كذلك لبعض المؤرخين المتأخرين الذين تناقلوا مروياته دون نظر أو تمحيص، ويكشف لنا المتقدمين حقيقته فيقول ابن معين: ليس بشيء .
وقال ابن حيان: رافضي يشتم الصحابة ويروي الموضوعات عن الثقات
وقال فيه الذهبي: إخباري تالف لا يوثق به اية الأولى في سقيفة بني ساعدة :
ذكر الطبري ضمن أحداث سنة (11) للهجرة خبر ما جرى بين المهاجرين والأنصار في أمر الإ ومثله قال ابن حجر
أما ابن عدي فقد فضل القول فيه فقال: حدث بأخبار من تقدم من السلف الصالحين، ولا يبعد منه أن يتناولهم، وهو شيعي محترق صاحب أخبارهم، وإنما وصفته للاستغناء عن ذكر حديثه فإني لا أعلم من الأحاديث المسندة ما أذكره ، وإنما له من الأخبار المكروه الذي لا أستجيز ذكره
وقد ذكره العقيلي في الضعفاء مشيراً إلى تضعيف ابن معين له.
رواية سقيفة بني ساعدة لدى الشيعة التي ينقلها الكاذب أبي مخنف :
حدثنا هاشم بن محمد عن أبي مخنف قال : حدثني عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي عمره الانصاري أن النبي لما قبض , اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة فقالوا : نولي هذا الأمر بعد محمد عليه الصلاة والسلام سعد بن عبادة , قام أحدهم فقال: قد دانت لكم العرب بأسيافكم , وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راض عنكم وبكم قرير العين , استبدوا بهذا الأمر دون الناس , فأجابه الجميع :أن قد وفقت في الرأي , فقال قائل منهم : فإن أبت مهاجرة قريش , نقول منكم أمير ومنا أمير , فقال سعد بن عبادة : هذا أول الوهن .
ثم بلغ عمر بن الخطاب أن بعض الأنصار اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة يقولون : منا أمير ومنكم أمير , فذهب إلى أبي بكرفأخبره , فقال : إن اخواننا الأنصار اجتمعوا ويقولون كذا , فهلم بنا إليهم .
فخرج عمر وأبوبكر فوجدا أبا عبيدة فقالا : معنا , فذهب الثلاثة إلى الأنصار .
بدأ أبو بكر حديثة في السقيفة فحمد وأثنى عليه , ثم قال : إن الله بعث محمدا...وذكر خطبة طويلة وفيها أن المهاجرين أولى بالخلافة .
فقال الحباب بن المنذر : يا معشر الأنصار املكوا عليكم أمركم , فإن الناس في فيئكم وفي ظلكم ولن يجترأ مجترئ على خلافكم , ولن يصدر الناس إلا عن رأيكم أنتم أهل العز والثروة وأولوا العدد والمنعة , فإن هم أبوا عليكم ما سألتموه , فاجلوهم عن هذه البلاد وتولوا عليهم هذه الأمور فانتم والله أحق بهذا الأمر منهم فانه بأسيافكم دان لهذا الدين من دان ممن لم يكن يدين ...
فقال عمر وأبو عبيدة لأبي بكر : ابسط يدك نبايعك , فلما ذهبا ليبايعاه , سبقهما اليه بشير بن سعد فبايعه , قال: فقام أسيد بن حضير , وكان أحد النقباء فقال : "والله ,لأن وليتها عليكم الخزرج مرة لازالت لهم عليكم بذلك فضيلة " (يعني أن اسيد بن حضير حسد سعد بن عبادة ).
فقال سعد : "أما والله ,لو أن بي قوة ما أقوى على النهوض , لسمعت مني في أقطارها وسككها زئيرا يجرحك وأصحابك , أما والله إذن لألحقنك بقوم كنت فيهم تابعا غير متبوع , احملوني من هذا المكان " فحملوه وأدخلوه داره , فترك أياما , ثم قال :" أما والله حتى أرميكم بما في كنانتي من نبلي وأخضب سنان رمحي وأضربكم بسيفي ما ملكته يدي , واقاتلكم بأهل بيتي ومن أطاعني من قومي ". فكان سعد بعد ذلك لا يصلي بصلاتهم ولا يجمع معهم ويحج ولا يفيض معهم فلم يزل كذلك حتى هلك أبو بكر .
أما لدى السنة فهي كالآتي : ( كذلك موجودة في كتاب الطبري )
رواية الإمام البخاري : حدثنا اسماعيل بن عبدالله , قال : حدثنا سليمان بن بلال , عن هشام بن عروة أخبري عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم : أن الرسول مات واجتمعت الأنصار الى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة فقالوا منا أميرومنكم أمير فذهب اليهم أبوبكر وعمر بن الخطاب وابو عبيدة بن الجراح فتكلم أبو بكر ثم قال : نحن الأمراء وأنتم الوزراء.
فقال حباب بن المنذر : لا والله لا نفعل منا أميرومنكم أمير, فقال أبو بكر: لا ولكنا الأمراء وانتم الوزراء هم أواسط العرب دارا واعربهم أحسابا فبايعوا عمر أو أبا عبيدة , فقال عمر: بل نبايعك أنت , فانت سيدنا وخيرنا وأحبنا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ عمربيده فبايعه وبايعه الناس .
هذة رواية الامام البخاري فحادثة السقيفة لم تتجاوز النصف ساعة فقط أما قول الشيعة بأن سعد بن عبادة قال أقاتلكم , وكان لا يصلي معهم ولا يجتمع بجمعتهم ولا يفيض بإفاضتهم وأن الحباب رد على أبوبكركثيرا وغير ذلك من زيادات فهي كذب وزيادة ..
ولتوضيح موقف سعد بن عبادة : فتكلم أبو بكر ولم يترك شيئا أنزل في الأنصار ولا ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم من شأنهم إلاوذكره . وقال أبو بكرولقد علمتم أن رسول الله قال :" لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار واديا , سلكت وادي الأنصار" .
كذلك قال أبو بكر: ولقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: _وانت قاعد_ "قريش ولاة هذا الأمر , فبر الناس تبع لبرهم , وفاجرهم تبع لفاجرهم " . فقال سعد : صدقت نحن الوزراء وأنتم الأمراء .
الرواية السنية كذلك أخرجها أحمد في مسنده بسند صحيح من رواية حميد بن عبدالرحمن بن عوف.
يستشهد الشيعة على فساد وسوء الصحابة من خلال موضوع السقيفة لدرجة أنهم يسمون السنة بأهل السقيفة
رغم أنها موضوع ونقاش عادي بين الصحابة لكن كبره الشيعة واتهموا الصحابة بالخلاف والشقاق والفتن .
نحن أهل السنة لا نذكر هذه الحادثة فهي غير مهمة لنا أصلا أما هم فيدرسونها لأبنائهم ويزيدون عليها لينتقصوا
من قدر الصحابة ...
أما عندما تناقشت مع الأخ يوسف عن موضوع السقيفة ولماذا ذكره بالذات وقلت له بأن ميولك اتضحت فذلك لأن
الشيعة أو من يتأثر بهم هم من يستشهدون بهذه الحادثة ...لذلك ذكرتها هنا للتوضيح فقط وليس لاتهام أحد ..
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2012-03-21, 18:52
العرض الشجري