بسم الله الرحمن الرحيم.
لقد أتى على أمتنا حين من الدهر سرى في كيان القوى الفاعلة فيها " أرح نفسك من التدبير، فما قام به
غيرك لا تقم به بنفسك"و"ينبغي للمريد أن يكون بين شيخه كللميت بين يدي مغسّله، يقلبه كيف يشاء
أو كالربشة في مهب الريح" فهل استطاعت الحركات الإسلاميّة المعاصرة، قيادات ٍوأفرادا ،تجاوز
الآثار المدمرة التي تفرزها مثل هاتين العبارتين من الناحية العمليّة؟.
إنّ الذي يوسع النظر في أحوال الفعاليات الإسلامية لا يخطئه أن يرى انتشار ظاهرة "الشيخ والمريد
في معظم جنبات العمل الإسلامي، ثلة قليلة تفكر وكمّ كبير ألقى مسؤولية التفكير عن كاهله وقد ساهم
في استمرار الظاهرة في الأمة أمور منها:
1-عجز القيادات عن رؤية أنّ ما هم عليه من أسلوب العمل إنّما هو تقليد لأجيال التخلف بل إنّ فيهم
من يتجاوز هذا إلى إلباس الظاهرة لبوس الشرع ويتهم الداعين إلى إشراك القاعدة في التفكير
والتخطيط بأنّهم يعانون من لوثة التغريب.
2-إخفاق كثير من القياديين في تحويل رؤيتهم إلى واقع ملموس فهؤلاء يقرون بضرورة توسيع دائرة
أصحاب القرار..ولكنهم حين يدخلون مجال تطبيق ما رأوه صوابا فإنّهم يفرون من معالجة الواقع المريض إلى القول بأنّ أمتنا لا يصلح لها إلا أسلوب[ الشيخ والمريد] هذا على مستوى القيادة أما
إذا دققنا النظر في القاعدة فإننا نرى ما يذلهنا .
1/استعداد كبير لإلغاء التفكير مع اعتقادهم أنّ هذا واجب القيادة فقط.
2/استعداد أكبر لتأويل أعمال قيادتهم .
3/وفي القاعدة فئة ترى السلبيات الناتجة عن ظاهرة"الشيخ والمريد "ولكنها عاجزة عن رؤية سبيل
الخلاص ، وهذا يرجع إلى ضعف تحصيلها العلمي
4/أما الذين أدركوا أنّهم ليسوا أجهزة استقبال وأنّ من حقهم أن يرسلوا داخل الجماعة ما لديهم من علم
ورأي ومشاركة في تطوير العمل المشترك فإنّ معظم هؤلاء لم يحصلوا مستوى أخلاقيا يساعدهم على
التصرف الحكيم في عرض ما عندهم من إمكانات .
وللحديث بقيّة