من حق دول الخليج العربي التخوف من الملف النووي الإيراني، ومن حقها السعي إلى جعل منطقتها خالية من كل أنواع أسلحة الدمار الشامل، بل ومن واجبها على أبنائها الدعوة إلى نزع هذه الأسلحة إن كانت موجودة ومصادرة أحلام الدول التي تسعى إلى امتلاكها.. صحيح أن هذه الدول رسميا لا تريد إبداء مواقف معلنة شاجبة للملف النووي الإيراني، تاركة الأمر للشقيقة الكبرى أمريكا ومن والاها من الدول الغربية خاصة، وترى في الموقف الأمريكي الصارم تجاه السياسة الإيرانية بهذا الخصوص وتحرش دولة إسرائيل وإثارتها الدائمة لأي مشكل من شأنه أن يهدد راحتها وأمنها القومي، ما يكفيها شر القتال. ولعل أغلب ساسة هذه الدولة يتمنون لو أن إسرائيل تنجز تهديداتها بقصف المواقع والمحطات النووية الإيرانية وتقضي على أحلام الفرس في امتلاك هذه الأسلحة الفتاكة، وليس غريبا إذا تسربت أخبار عن تقديم دعم مادي لدولة إسرائيل من أجل الإيفاء بهذا الغرض، كما فعلت هذه الدول ذاتها أثناء الحرب العراقية - الإيرانية، حيث كانت تمد الرئيس الراحل صدام حسين بكل ما يحتاجه من مال ودعم معنوي، فاستغوال إيران في منطقة الخليج العربي هو إضعاف لبقية دوله وتغليب وإقواء للشيعة على بقية الأطياف والمذاهب الدينية، بل وترى أن سعي إيران الحثيث لأن تكون قوة كبيرة في المنطقة إنما يعنيها هي دون غيرها من الدول.. ففي شرق إيران ثلاث دول نووية كبرى: باكستان، الهند والصين، وفي شمالها روسيا.. وفي المحصلة فإن الشيطان الأكبر في المنطقة ليس إسرائيل بل هو إيران.. سحقا لمنطق كهذا ولساسة يفكرون بما تفكر به إسرائيل والولايات المتحدة، وتبا لمن يرى مسلما مهما كان مذهبه عدوا له دون إسرائيل..