السّلامُ عليكم؛
شكراً لأخي صوتٌ خافت؛ وشكراً على التّبيين لأخواي كمال الجزائر وصالح القسنطيني؛
أضيف متواضعاً لما جاء به صاحب القلمِ اللّذي تميّز؛
قولك " فالذي اقصده من قولي (ثالث الحرمين) أي أن المسجد الأقصى في الشرف و القدر و المنزلة هو الثالث بعد الحرمين الشريفين. " حسن تأويلاً؛ مقبولٌ عقلاً إذا فسِّر؛ يطمئنّ له القلبُ إذا نزل؛ دليلٌ على نفاذ بصيرة قائله؛
غير أنّ العربيّةَ لغةُ بيانٍ؛ والبيان أن توصل مُرادك؛ لا كما تُريده بل كما يُريده المُتلقِّي؛ كأنّ الكلامَ يحملُ نفسه حتّى لا تخذُلَه؛ ولو تيمّمَ عدّة أبوابٍ؛ فيفهمَه كلٌّ على حسب فهمِه؛
فلو قيل لك؛ ما تقولُ في منزلة المسجد الأقصى ؟ فتجيبُ مبتدأً " ثالث " أو إذا أردتّ بتقدير " هو "؛ ولكن ثالث ماذا ؟ فتخبرُ السّائل " الحرمين " لأنّك في نفسكَ قد قصدتّ منزلة الشّرف بأنّه مسجدٌ؛
لكنّ مُرادك لا يرتفع إلى السّامع فتنقشع غشاوة المبهم؛ فلا يعلم إن أُريدت المنزلة أم أُريد الحرم؛
فقولنا " ثالث المسجدين " أقرب مقصداً؛ فعظّمت المسجدين بالشّرف؛ وجعلت الثّالث في حُكمهما؛ شرفاً؛ سواءً أنزلَه السّامع بالقول الظّاهر أي " مسجدا "؛ أو رفعه بالمحمول باطناً أي " فالذي اقصده من قولي (ثالث الحرمين) أي أن المسجد الأقصى في الشرف و القدر و المنزلة هو الثالث بعد الحرمين الشريفين "
فكأنّ الكلام أنشأ كلماته؛ فعدلَ بين المُلقي و المُتلقّي؛ للمزْح؛ عدلتُ عن القائل و السّامع لأنّ الكلام منعني وقد جاءكم في أوّل السّطر خبره؛
معذرةً و قد فتحت قوسا في غير الموضوع.
السّلامُ عليكم.