تحرير حديث:"وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ" رواية ودراية - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تحرير حديث:"وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ" رواية ودراية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-02-26, 15:19   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










Thumbs down تحرير حديث:"وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ" رواية ودراية

تحرير حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه والرد على شبه المٌشَكِكِين رواية ودراية :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فهدا بحث أنقله لكم من كتاب "البيان الواضح لمذهب السلف الصالح.. وفقة مع كتاب ثورة 25 يناير لممدوح جابر" للشيخ محمد بن كمال بن خالد السيوطي -جزاه الله خيرا- ابتداءا من الصفحة "147 , وقد نقلته بحذافيره وليس لي منه سوى التنسيق والترتيب وإضافة بعض العناوين بما يتناسب مع هذا المقام .

الحديث :
أخرج مسلم في (( صحيحه )) ( 3/1476 ) قال :

و حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ التَّمِيمِيُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ ح و حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ أَخْبَرَنَا يَحْيَى وَهُوَ ابْنُ حَسَّانَ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ سَلَّامٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ سَلَّامٍ عَنْ أَبِي سَلَّامٍ قَالَ قَالَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ:
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا بِشَرٍّ فَجَاءَ اللَّهُ بِخَيْرٍ فَنَحْنُ فِيهِ فَهَلْ مِنْ وَرَاءِ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ: هَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الشَّرِّ خَيْرٌ قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ فَهَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ كَيْفَ قَالَ: يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ قَالَ قُلْتُ كَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ قَالَ: تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ.)).




الشبه الأولى: اعتمادهم على ما ذكره الدارقطني:

قال الحافظ أبو الحسن الدارقطني في كتاب(التتبع) (1/182) : ((وأخرج مسلم حديث معاوية بن سلام عن زيد عن أبي سلام قال : قال حذيفة : ((كنا بشر فجاءنا الله بخير)) وهذا عندي مرسل, أبو سلام لم يسمع من حذيفة, ولا من نظرائه الذين نزلوا العراق, لأن حذيفة توفي بعد قتل عثمان رضي الله عنه بليال, وقد قال فيه : ((قال حذيفة)) فهذا يدل على إرساله))).

الرد :

قلت : هذا هو كلام الحافظ الدارقطني الذي أعل به « المشككون »(1) حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه, لكن اعلم أيها المسترشد أن الناظر في كلام أبي الحسن الدارقطني رحمه الله يرى أنه لم يعل هذا الحديث بالانقطاع إعلالا جازما, إعلال من يعلم يقينا أن أبا سلام لم يسمع من حذيفة رضي الله عنه, بل إنه يستدل على هذا استدلالا, ألا تراه يقول : ((وهذا يدل على إرساله))
ولهذا لم يقل : وهذا مرسل,بل قال : ((وهذا عندي مرسل)), والفرق بين العبارتين واضح جدا, فالعبارة الأولى : وهذا مرسل, تعني أن هذا الحكم يقين عند الإمام, وأن غيره لا يخالفه فيه في الغالب, أما العبارة الثانية ففيها نوع احتراز, وتوقع لأن لا ينازع في حكمه, ولهذا احترز بقوله : (عندي)) وهذا إن شاء الله ,واضح لا سيما إذا علمت أن الإمام الدارقطني أعل عدة أحاديث بالإرسال, وكان يجزم بذلك ولم يقل : ((عندي)) إلا في هذا الحديث-فيما أعلم- فقد قال في كتاب((التتبع)) (1/213) : ((وأخرج مسلم, عن حرملة , عن ابن وهب, عن أبي شريج, عن عبد الكريم بن الحارث أن المستورد قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ((تقوم الساعة والروم أكثر الناس))
قال : عبد الكريم لم يدرك المستورد, ولا أدرك أبوه الحارث بن يزيد, والحديث مرسل, والله أعلم)).
وأما في كتاب(العلل)) (1/282) فقد سئل عن حديث عبد الرحمن بن سابِط, عن أبي بكر, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((صنفان من أمتي لا يدخلان الجنة : المرجئة , والقدرية))).
فقال : ((فالحديث غير ثابت, عن أبي بكر, وهو مع هذا مرسل, لأن ابن سابِط لم يدرك أبا بكر))).
قلت : وهاك أرقام بعض الأحاديث التي أعلها بالانقطاع في كتاب((العلل)) يقول فيها : ((وهذا مرسل)) ولا يقول : ((وهذا عندي مرسل)) : ((541)) (668)) (984)) (1843).

وأما في كتاب((السنن)) (4/202) فقد ذكر حديثا من طريق إسحاق بين يحي عن عبادة بن الصامت أن عبد الله بن فلان –نسي اسمه- أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله, كل شيء هو لي فهو صدقة إلا فرسي وسلاحي.
فقال : ((وهذا أيضا مرسل, إسحاق بن يحي ضعيف ولم يدرك عبادة)).
فانظر إلى قوله : ((والحديث مرسل)) ولم يقل : ((والحديث عندي مرسل)).
وأنت خبير أن العبارتين لو كان معناهما واحد من حيث الجزم لكان ذِكْرُ : ((عندي)) حشو وإطالة, يستغني عنها علماء الحديث و حُفَاظِه , كالدارقطني رحمه الله.
ولهذا رأينا الحافظ المزي في ((تهذيب الكمال)) لم يجزم بعدم السماع, بل قال : ((روي عن حذيفة بن اليمان, ويقال : مرسل)). وهذا يدل على أنه فهم أن الدارقطني لم يجزم بعدم السماع, بل استدل له.
الثاني : قول الإمام الدارقطني : ((أبو سلام لم يسمع من حذيفة ولا من نظرائه الذين نزلوا العراق, لأن حذيفة توفي بعد قتل عثمان رضي الله عنه بليال)).
فمعنى هذا الكلام أن الإمام الدارقطني رحمه الله يستبعد سماع أبي سلام من حذيفة لأن حذيفة قديم الموت, فقد توفي بعد قتل الخليفة الراشد بأربعين ليلة, فلو اقتصر الدارقطني على قوله : ((أبو سلام لم يسمع من حذيفة ولا من نظرائه الذين نزلوا العراق)) وانتهت العبارة لقلنا : إن الدارقطني عنده من الأدلة ما يجزم به على انتفاء السماء , حتى ولو ثبت لقاؤه, فقد يثبت اللقاء والمعاصرة, ولا يثبت السماع.
أما قوله : ((لأن حذيفة توفي بعد قتل عثمان رضي الله عنه بليال)) فهذا يدل أن العمدة عند الدارقطني في نفي السماع هو قدم موت حذيفة رضي الله عنه, فيستبعد وقوع السماع لأن حذيفة لم يُعمر طويلا بحيث يدركه أبو سلام.
وإذا كان الأمر كذلك فيُقدم صنيع الإمام مسلم رضي الله عنه على استبعاد الدارقطني, لأنه قد ثبت سماع أبي سلام ممن هو أقدم موتا من حذيفة رضي الله عنه فسماعه من حذيفة رضي الله عنه حينئذ غير مستبعد, فقد سمع عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه, وعبادة مات سنة(34هجرية), وحذيفة بن اليمان مات سنة(36هجرية)).
قال الحافظ الذهبي في((سير أعلام النبلاء)) (4/356) : ((وقد ذكر أبو مسهر أن أبا سلام سمع من عبادة بن الصامت ببيت المقدس))
قلت : وقد وقفت على كلام أبي مسهر أخرجه أبو زرعة الدمشقي في((تاريخه)) (1/40) : ((قلت لأبي مسهر : فأبو سلام سمع من عبادة بن الصامت ومن كعب؟ فقال : نعم, حدثني عباد الخواص عن يحي بن أبي عمروا السيباني عن ابن محيريز عن أبي سلام قال : كنت إذا قدمت بيت المقدس نزلت على عبادة بن الصامت, فدخلت المسجد فوجدته وكعبا جالسين, فسمعت كعبا يقول : إذا كانت سنة ستين, فمن كان عازبا فلا يتزوج, قلت لأبي مسهر : فسمع من كعب؟ قال : نعم)).
وقد وقفت على تصريح أبي سلام بالسماع من عبادة, أخرجه الحافظ الضياء في ((المختارة)) (8/359) من طريق الطبراني : حدثنا جعفر بن محمد الفريابي, حدثنا صفوان بن صالح, ومن طريق الطبراني حدثنا أبو عامر النحوي, حدثنا سليمان بن عبد الرحمن قالا : أنبأنا الوليد بن مسلم. ثنا علي بن حوشب, قال : سمعت أبا سلام قال : سمعت عبادة بن الصامت يقول : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد إذا مر به رجل عليه ثوب معصفر مشبع , فقال : ((ألا رجل يستر بيني وبين هذه النار)) قال المعلق على المختارة : وهذا سند صحيح.
فإذا ثبت سماع أبي سلام من عبادة بن الصامت رضي الله عنه, وهو أقدم موتا من حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فلا يبعد سماعه من حذيفة, لأن المعاصرة محققة هنا, فهو صحيح على مذهب الإمام مسلم رحمه الله, ولذا أورده في ((صحيحه)).
على أننا لو سلمنا بالانقطاع –على أنه المفهوم من كلام الدارقطني-فهذا برهن متن الحديث,لأن الإمام الدارقطني لم يتعرض للمتن من جهة وروده عن حذيفة رضي الله عنه فيبين طرقه ويتكلم عليها, ولا من جهة وروده عن صحابة آخرين, فهو رحمه الله لم يتعرض لشيء من هذا كما يفعل في كتابه((العلل)), وإنما تكلم عن السند الذي أبرزه مسلم في((صحيحه)) فقط, فبين ما يراه فيه, أما باقي الطرق عن حذيفة, أو الشواهد عن صحابة آخرين فهذا لم يتعرض له الدارقطني, فلا يجوز أن يحسب عليه أنه أعل المتن بكلامه السابق.
وبيان ذلك أن تعلم أن هذا المتن أعني قوله عليه الصلاة والسلام : (تسمعُ وتطيعُ للأمير وإن ضُرِبَ وأُخِذَ مالك فاسمعْ وأطعْ)) ورد عن حذيفة من ثلاث طرق : عن أبي سلام ممطور الحبشي عنه, وعن سبيع بن خالد عنه, وعن عبد الرحمن بن قرط عنه.
فأما رواية أبي سلام فمن طريقين عنه : عن زيد بن سلام عنه.وعن سلام بن أبي سلام عنه.
وأما سبيع بن خالد فمن ثلاث طرق عنه : عن صخر بن بدر عنه. وعن نصر بن عاصم عنه. وعن علي بن زيد عنه.
وأما عبد الرحمن بن قرط عن حذيفة فمن طريق واحد عنه سيأتي ذكره.
وورد عن غير حذيفة من الصحابة عن عبادة بن الصامت رضي الله عن الجميع.
والدارقطني لم يتكلم إلا عن طريق واحد, وهو طريق أبي سلام عن حذيفة الذي ذكره مسلم, وأما باقي الطرق فلم يتعرض لها, ولا يجوز أن ينسب لساكت قول.

وتفصيل ذلك كما يلي :
أما طريق سلام بن أبي سلام عن حذيفة : فقد أخرجه الطبراني في((الأوسط)) (2893) من طريق عمر بن راشد اليماني عن يحي بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبيه عن جده عن حذيفة. وقال : لم يرو هذا الحديث عن يحي إلا عمر, تفرد به بن سلام.
قلت : أما زيد بن سلام فثقة, وإنما الشأن في غيره, الشأن في أبيه سلام بن أبي سلام, وفي عمر بن راشد, فأما سلام بن أبي سلام فهو(مجهول)) كما قال الحافظ, وأما عمر بن راشد اليمامي((فضعيف) وفي حديثه عن يحي نكارة. قال الإمام أحمد : ((حديثه ضعيف ليس بمستقيم, حدث عن يحي بن أبي كثير بأحاديث مناكير)).
قلت : ومن مناكيره روايته في هذا الحديث : زيد بن سلام عن أبيه عن جده, وإنما المعروف في الرواية زيد بن سلام عن جده, أو معاوية بن سلام عن جده, أما زيد عن أبيه أو معاوية عن أبيه فلا يعرف, قال أبو حاتم الرازي كما في ((تهذيب التهذيب)) : ((سلام بن أبي سلام الحبشي والد معاوية لا أعلم أحدا روى عنه, إنما الناس يرون عن معاوية بن سلام عن جده, وعن معاوية بن سلام عن أخيه, فأما معاوية بن سلام عن أبيه فلا)).
قلت : على أنه توبع أخرجه الحاكم في((المستدرك)) (8598) من طريق مسلم ابن إبراهيم حدثنا سويد أبو حاتم اليماني عن يحي به.
وسويد أبو حاتم قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في تعليقه على((المستدرك)) : سويد أبو حاتم اليمامي لا أدري من هو, ليس بسويد بن إبراهيم أبي حاتم المترجم في(تهذيب التهذيب)) فليس في نسبته يمامي, وليس بسويد بن عبيد العجلي فليس في نسبته يمامي)) ص152

وأما حديث سبيع عن حذيفة فله عنه طرق :
الأول : صخر بن بدر عنه.أخرجه أحمد في ((المسند)) (23318) وفي(23319). وأبو داود في سننه (4247), وأبو عوانة في (مستخرجه)) (7167), والطيالسي في (مسنده)) (444), وابن أبي شيبة في((مصنفه)) (37102), وابن عساكر في((تاريخ دمشق)) (18/314), وابن عدي في (الكامل)) (2/250) كلهم من طريق أبي التياح عن صخر بن بدر العجلي عن سبيع بن خالد عن حذيفة.
قلت : فيه صخر بن بدر, قال الحافظ : ((مقبول)) أي عند المتابعة, وإلا فلين الحديث, قلت : صخر بن بدر , لعله أرفع من هذا, فقد روى عنه أبو التياح يزيد بن حميد وهو أحد الأئمة, حتى قال فيه أحمد : ثبت ثقة ثقة.
وقد توبع على حديثه هذا وهو الطريق الثاني :
أخرجه أحمد في ((مسنده)) (23321) مختصرا, وأبو عوانة في ((مستخرجه)), وأبو داود في ((سننه) (4246), والحاكم في((المستدرك)) (8401) وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه, والطحاوي في((مشكل الآثار)) (5690), والبغوي في ((شرح السنة)) (7/331), والحربي في((غريب الحديث)) (1357) مقتصرا على موضع الشاهد.كلهم من طريق أبي عوانة.
وأخرجه أحمد في((مسنده)) (24429), وعبد الرزاق في((مصنفه)(20877) وعنه أبو داود في((السنن)) (4247) ومن طريق البغوي في((شرح السنة)) (7/330), والبزار في((مسنده)) (2959) من طريق معمر بن راشد.كلاهما(أبو عوانة , ومعمر)) عن قتادة عن نصر بن عاصم عن سبيع به.
وأخرجه أبو داود الطيالسي في((مسنده))(443) : حدثنا الدستوائي عن
قتادة عن سبيع بن خالد به.
وكان الحافظ المزي رحمه الله قد أشار في ترجمه سبيع إلى هذه الرواية, حيث ذكر قتادة في جملة الرواة عنه. وقد أسقط قتادة نصر بن عاصم في هذه الرواية, فإنه كان مدلسا, والصواب في روايته ما رواه عنه أبو عوانة, ومعمر عن نصر عن سبيع به, كما تقدم.

وقد توبع قتادة , تابعه حميد بن هلال عن نصر بن عاصم به :
أخرجه أحمد في((المسند)) ((23175) حدثنا بهز بن أسد وأبو النضر, وأخرجه أبو داود (4246) حدثنا القعنبي, والنسائي في((الكبرى)) (8032) من طريق بهز, وابن حبان في((صحيحه)) (5963) من طريق شيبان بن أبي شيبة, والطيالسي في((مسنده)) (442), وأبو نعيم في(الحلية)) (1/271), والرافعي في((التدوين)) (1/410) من طريق أبي النضر, خمستهم : ((بهز, وأبو النضر, شيبان, والقعنبي, و الطيالسي)) قالوا : حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال به.
وأخرجه الخطيب البغدادي في(المتفق والمفترق) (429) من طريق عبد الرحيم بن منيب حدثنا النضر بن شميل حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن نصر بن عصام الليثي قال : قال حذيفة رضي الله عنه.
فجعله من رواية نصر بن عاصم عن حذيفة, وأسقط سبيعا, وهذا خطأ, وإلا تكن الآفة عبد الرحيم, فإني لم أهتد لترجمته, فهي من النضر بن شميل, فهو-على ثقته- قد خالفه بهز, وأبو النضر, و شيبان, والقعنبي, و أبو داود الطيالسي, فرووه عن حميد بن هلال بن نصر بن عاصم عن سبيع عن حذيفة رضي الله عنه كما تقدم.
غير أن حميد لم يذكر في روايته : ((وإن جُلِد ظَهْرُكَ...)) وهذا لا يُعل به الحديث, فقد رواها عن قتادة أبو عوانة ومعمر , فلعل حميدا رواه مختصرا, لاسيما وقد قال البزار : ((وهذا الحديث لا نعلم رواه عن قتادة أحد أتم له من أبي عوانة)).وثمة طريق ثالث له عن سبيه : أخرجه أحمد في((المسند)) (23496) من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سبيع به.
وعلي بن زيد ضعيف, لكن يشهد له ما تقدم.
فقد رأيت-أراك الله خيرا- أن(صخر بن بدر ونصر بن عاصم, وعلي بن زيد) ثلاثتهم رووه عن سبيع بن خالد عن حذيفة.
وسبيع بن خالد قال فيه الحافظ : ((مقبول)).
قلت : سبيع روى عنه جماعة, ووثقه ابن حبان والعجلي, وصحح حديثه هذا ابن حبان, والحاكم, وأبو عوانة, والذهبي, ثم هو من كبار التابعين, والكذب فيهم قليل, وقد قال الذهبي في((ديوان الضعفاء)) (1/478) : ((وأما المجهولون من الرواة, فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم احتُمل حديثه, و يُتلقى بحسن الظن إذا سلِم من مخالفته الأصول وركاكة الألفاظ))
قلت : وسبيع بن خالد ليس مجهولا كما تقدم, فهو أولى بالقبول.ولو جرينا على صنيع مسلم, وصححنا طريق أبي سلام, كان طريق أبي سلام متابعا قويا لسبيع, وإن اعتبرناه منقطعا, وهذا يعني أن أبا سلام لم يسمعه من حذيفة, فلا يعتبر متابعا لسبيع حينئذ, لأن الانقطاع في نفس الموضع, فيحتمل أن يكون أبو سلام أخذه عن سبيع, فيعود الطريقان إلى طريق واحد , وهو سبيع عن حذيفة, وقد تقدم أنها طريق قوية تطمئن النفوس إليها.
وقد رويت متابعة أخرى لسبيع, تابعه عبد الرحمن بن قرط :
أخرجه النسائي في ((الكبرى)) (8033) , وابن ماجه في((سننه)) (3981), والحاكم في((المستدرك)) (417) وفي(8330), والطبراني في((الأوسط))(7343) من طريق أبي عامر الخزاز عن حميد بن هلال عنه.
وهذا لا يصح : عبد الرحمن بن قرط(مجهول), أبو عامر الخزاز قال الحافظ : صدوق كثير الخطأ)) وهذا من أخطائه, فإن المعروف عن حميد بن هلال ما رواه الثقات عنه عن نصر بن عاصم عن سبيع.
غير أن لحديث حذيفة شاهدا من حديث عبادة بن الصامت رحمه الله :
أخرجه ابن حبان في ((صحيحه)) (4566) وفي(4562), وابن أبي عاصم في كتاب((السنة)) (857), والشاشي في ((مسنده)) (1221), وفي(1225), وابن عساكر في((تاريخ دمشق)) (17/168) وفي(17/265) وفي(60/168), وابن زنجويه في كتاب((الأموال) (34). كلهم من طريق مدرك بن أبي سعد عن أبي النضر حدثني جنادة بن أبي أمية سمع عبادة بن الصامت, فذكره.
وهذا سند جيد, رجاله ثقات, إلا أنه اختلف فيه عن جنادة : فرواه حيان أبو النضر عنه عن عبادة مرفوعا كما تقدم, وخالفه مجاهد بن جبر فرواه عنه عن عبادة موقوفا, أخرجه عبد الرزاق في((مصنفه)) (20852) والشاشي في((مسنده)) (1162).
قلت : ويشهد للمرفوع حديث حذيفة السابق, فصح الحديث, والحمد لله.
يتبع...








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
اليمان, تحرير, حذيفة, جيدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:02

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc