26 مارس1979 ..مرت ثلاثون سنةعلى معاهدة الإستسلام..
وجنح الثورعن الحضيرة..يلهث في دروب التيه واللاجدوى..ينطح دخانا ضبابيا ثقيلا..وبدل أن يعود منكسرا إلى الحضيرة..
تبعته الحضيرة إلى نطحته الضبابية الخرافية..
الذاكرة مغمى عليها وأحزاننا وصمتنا والكبت في صدورنا مدثر يختفي وراء كلام الحب والغزل والوجد..في صحراء من النفاق والسفه والغفلة..أعمارنا تمتد شجرة مهترئة تقذف أوراقها..أولادها إلى حفرة جهنم..تنعم فيأوحال الزبالة والطين المقزز والكلام المنمق الفاحش..
فصول الرواية السريالية ..من العجب تتكرر والفيلم الرديء ..سيء الإخراج تعاد مشاهده كل يوم بشخصياته الدنكشوطية
والهروات التي أبرحت الريح ضربا...الفم المشرع عن مناخير بالية غاية في الفوضى يزداد اتساعا وارتفاعا..حتى يغطي الجبين..لم يبقي مكانا لماء الحياء......لم يجد ذلك الماء النادرمكانا يتمدد فيه ..مستلقيا أومضطجعا..أو حتى مطرودا من رحمة الجبين الضيق أصلا بلا فم ولامناخير..
..لامكان لك أيها الجبين والهامش مفتوح على مئتي مليون بقرة في الحضيرة...وقبل ثلاثين سطرا من الفصل اخترق الذئب الحضيرة...ذاكرتنا المفجوعة تتفتح على شتاء من الكدمات والفصول الموجعة والأخاديد المنقورة نقرا على الجبهة والجبهة أقفلت...لاصحو اليوم ولاصحو غدا..
نكساتنا..مدامعنا..تتعدد الفصول لرواية واحدة..هنا زل الشرف..هنا اغتصبنا..هنا فتحوا في جوفنا الثغرة..وقذفوا ثمرة الخطيئة..هنا تعدد الذاخلون..أو هنا وقعنا على الخديعة..
لاتصالح..وصالحنا..قايضنا عيوننا دهبا والدهب مغشوش..أترى العين تباع ولاتشترى..الأنف المجدوع فقد حاسة الشم..واللسان عجز عن ترديد مرثية الوداع على قبر صلاح الدين...
أفقدتنا ترانيم الحب والوجد والغزل..أن الصفحة الموبوءة قد سجلت من عمرها ثلاثين سطرا..بحبرها وأشواكها وألغامها..
أتصدق أنك ولدت مخدوعا..أو فطمت مخدوعا..أو أن دم الرجولة الأول الذي سال منك..قد أريق بمقص الخيانة والخديعة..
أتصدق..أنهم كلهم باعوا وطنك..الراضون والرافضون..أنهم كلهم أغوتهم رجولة الذئب في الحضيرة..أتصدق أنك..
..داخل الحضيرة..
**************
..تصبحون على وطن مهزوم ..وحاكم معصوم..