، حدّق صوبي يا أنتْ ،
حدّق فبعد اليوم ربّما لن تراني ، غير أنّك سترى أنّي كنتْ
أشهقُ توبَتك
وأعلنُ أنّك أنتْ !
،
حدّق صوبيبعض الوقت ، أو كلّ الوقتْ
إنّي لو تدري كالشجرْ
أغيّر أوراقي ولحائي و أشيائي
لكنّي ،أبدا لن أبدّل الثمرْ
،
حدّق صوبي ،
كلّ يومٍ تفتحُ في عينيك شقّ
غير أنّك لن تراني في عينيكْ
أتظن أنّي سأغرق فيهما ما حييتْ ؟
كلاّ يا سمير النّدم ،يا لون البُهت ،
يا طفلا بسنّ الموتْ !
،
ألا زلت تحلم ، أنّي قبل الفجر سآتيك ؟
أنبُت من تحتِ الغطاء ؟
أصبغ أظافر قدميك بالماء والحنّاء ؟
قلْ لي أجب من ؟
من هرّب صوت الحياة فيك ؟ من بكّم نبض الكلام فيك ؟
من جرّح زهرَ الأرض غير كفّيكْ ؟
يا لونَ الجفاءْ !
،
أما زلت تحلم ؟
أتراني نسيت ؟
أو جُنِنتْ ؟
أتراني بالدّمع اكتفيتُ و أنِستْ؟
كلاّ يا سميرْ!
فجُرح الزّهر لن يهدأ
وجفن الدّمع لم يصدأ
قبلَ أنْ يقتصّ الحريرْ!
،
سأفضحُ بئر الزّيف فيك ، وأكشِف منكَ خيط الصّمت
فالعيون الرّابضة في جنبات قلبكَ
أشلاءٌ بطِلاء الزّيتْ !
سأدكّ قلبك ، وسأنزعُ أحلامك المنقوشة فوق الماء
ولا تُصدّق أنّي كالأمس عمياء !
فقد صِرتُ أحفظُ خطوكْ ، وأقوابَ قلبِكْ ،
وأضلاع المدينة قبلك ،
يا أنتْ حدّقْ ،!