كد معارض سوري فضّل عدم ذكر اسمه لمصادر إعلامية عربية أن القطريين فتحوا قواعد تدريب في قطر لمقاتلين سوريين معارضين للنظام، لأن المعركة هنا أصبحت لهم معركة حياة أو موت وهم يتخوفون من المخابرات السورية وانتقامها في حال ارتاح النظام السوري، ويضيف المعارض: إن الإنجاز الوحيد الذي يعتبر حمد بن جاسم أنه نجح بتحقيقه هو إيجاد أرضية مسلحة في سورية تقاتل الجيش السوري، وهذا الأمر لن يتخلى عنه وسوف يسعى إلى تعزيزه في لعبته التي دخلت مرحلة المصير الشخصي بالنسبة له. وهنا يبدو التباين واضحاً مع السعوديين، كما يقول المعارض، فالقضية أن هناك من قال للقطري والسعودي عليكم التعاون في الموضوع السوري لكن أولويات السعودية هي إيران، والعائلة المالكة السعودية لا تتوقف عن حث "إسرائيل" وأميركا على ضرب إيران. ويبدو أن التحفظ السعودي على شنّ حملة عسكرية لإسقاط النظام في دمشق والممتد لأشهر عدة خلت يأتي على خلفية الاقتناع السعودي أن الأولى هو شنّ حرب على إيران مباشرة، لأن ضعف إيران وانشغالها بنفسها سوف يؤدي إلى انهيار حلفائها في المنطقة وعلى رأسهم النظام في سورية. فالأولى بالنسبة للسعودية قطع الرأس بدل الالتهاء بالأطراف لأن الحرب على سورية سوف تكون أكثر تعقيداً بسبب الدعم الإيراني الذي سوف تتلقاه سورية ودعم حزب الله وحتمية الضغط على الخاصرة الرخوة للغرب عبر قصف "إسرائيل" بسبب قرب سورية الجغرافي منها، يقول هذا المعارض الذي يزور السعودية دورياً معلقاً على التباين بين الإستراتيجية السعودية والإستراتيجية القطرية في هذا الشأن.
لماذا تمّ تحويل الملف إلى مجلس الأمن الدولي؟
يقول قياديون في المعارضات السورية إن القضية تحمل شقين:
أ – مسألة حسابات شخصية تتعلق بكل الذين تحدثوا مع الأسد بسقف عالٍ وطالبوه بالتنحي منذ عدة أشهر وأولهم وزير خارجية فرنسا وحليفه القريب في جامعة الدول العربية حمد بن جاسم. السبب هو أن تقرير بعثة المراقبين العرب جاء محبطاً للطرف العربي والدولي الذي أرسلها فكانت عملية الاستمرار بالبعثة انتحاراً سياسياً وتصبّ في خانة النظام السوري في مفارقة عجيبة ولم يكن هناك بديل جاهز إلا مجلس الأمن الدولي ينقذ ماء وجه الجماعة بأي طريقة كانت، ليقولوا للعالم فعلنا كل ما بوسعنا والحق على روسيا. ألم يتبجح (آلان جوبيه) فور عودته من نيويورك بالقول أمام مجلس النواب الفرنسي إن حضوره ووزراء وباقي وزراء الخارجية ساهم في تليين الموقف الروسي؟!..
ب – الشق الثاني قديم جديد وهو الاستعجال باستخدام الجامعة قبل شهر آذار موعد القمة العربية القادمة في بغداد وبالتالي رئاسة العراق الدورية لمجلس الجامعة تسعة أشهر قادمة ما سوف يخرج الملف السوري عن أولويات الجامعة العربية.