السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
"بدا جليا أننا أمة كلام ومظاهر ..."
تصفحت الصفحة الأولى من مشاركات السادة الكرام فلاحظت كم تغلب وبشدة المواضيع المتعلقة بـ "القلبيات" لكن لم أجد شيئا يدعوا إلى تزكية النفس بالعمل وإتقانه ..
إخواني الكرام ... إننا في حاجة لشحن الهمم ليتعض الذي يذهب لعمله متأخرا، والذي يتحجج بالمرض ليغيب عن أدائه، والذي يجاهد نفسه ليتحايل في تحرير ساعاته في المصنع أو المدرسة أو المكتب ...
لماذا نعتصر كل طاقاتنا لنتكلم عن أمور فصل فيه الشارع الحكيم؟ الحلال بين والحرام بين؟
لماذا نتأخر كل يوم بالقدر الذي يتقدم غيرنا؟
لماذا تطالعنا الجرائد كل يوم بمؤشرات انحدارنا نحو الهاوية؟ فلان اقتحم مؤسسته وسرق ما فيها، فلان استولى على أموال مؤسسة كاملة، فلانة زورت، وفلان مع أقرانه كسروا أملاكا غيرهم ...
سقوطنا سقوط حر ..
منا الفقيه، ومنا المدير، ومنا المتعلم، ومنا طالب العلم ... لنضع يدا في يد ونطبق على أعمالنا فنتقنها ونحسن وضعنا الذي أكل عليه الدهر وشرب وفعل فعلته المشينة عليه ...
تحورنا فبدلا أن نغير ما فينا لنتلاءم مع وضعنا ونتكيف لنؤثر فيه بدلا من أن يؤثر فينا، تحورنا لنتخاذل عن أصل الهدف الذي خلقنا لأجله ... تبا لنا ... مجتمع يلوك الكلام وفقط، مجتمع له خيرة خزائن الخير والفضل في قرآننا وسنة نبينا لكن يمد يده لغيره ... فيتكرم علينا بكل تعفف ليعطينا شيئا مصبوغا بتفاله ...
ديننا دين عمل ... لا دين خمول، ديننا دين واقع لا دين خيال .. ديننا دين يلائم الصغير والكبير والعالم وغير العالم .. فلا نجعل منه دينا لا يفهمه إلى فطاحلتنا، وعندها ينكره الضعاف منا ... لا نختصر الدين في ذواتنا بل علينا أن نتشرف نحن بالانتماء إليه فقد أبانت حياة أيامنا هذا أن كثيرا يرى انتماء الدين له، مقتنعا أنه صورة صادقة أصيلة وغيرها كله نسخ حتى حق المصادقة عليها ليس من حقها.
اللهم أعنا ولا تعن علينا