معبر من الفصل الخامس من رواية جيل الحرج - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > خيمة الأدب والأُدباء

خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

معبر من الفصل الخامس من رواية جيل الحرج

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-03-13, 15:25   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
kada70
عضو مبـدع
 
إحصائية العضو










Hourse معبر من الفصل الخامس من رواية جيل الحرج

مساحة التحمل ضيقة لا أحد يستطيع الهرب من سجن هذه الصحراء الشاسعة في كل شيء إلا في رحابة القلب الذي لم يسع غير أصحاب البطون واللحي الذين اقتسموا الريع وتركوا لنا الوجع المستمر الذي يهتك كثافة الصدر و الحجاب الحاجز ويدمي الوريد المحترق بالآهات ،
من قال أنك جميلة ياحرقة تذيب جهات الجسد،لم تكن لزمننا رائحة غير رائحة الموت الذي برمجه الأسياد الجاحدين الذين أنكروا بنوتنا وراحوا ينعتوننا بالجيل الخائب، لاشيء يدعونا لنبقى منتمين لهذه الأرض اليابسة من السعادة التي حاولوا زرعها بتجاربهم المكررة والمستوردة والتي مافتيئة تمارس يوميا على عقولنا، لاشيء في هذا الامتداد الجغرافي الواسع الذي يسمى وطن غير الضياع والفقر والجوع القادم من صحراء المركز الذي لا تعنيه أطرافه ولاتهمه الموت الذي يسري في دمنا ،نحن الأطراف التي بترت وتركت لتجر وحدها أذناب الخيبة مع كل فجر يطل علي هذا الليل البهيم الذي يحاصرنا ، لم يعد الواحد منا قادرا على توجيه ذاكرته التي أثخنها التيه في الحلم والألم،هم أشعلو الوطن ونحن احترقنا، أنضجت جلودنا فبدلوها كما يريدون لنبقى كما نحن وقودا لهذه النار التي لا تبقي ولا تذر.
لابد أن أجد مخرجا يخلصني من هذه التيه ،صرت سجين بلا رقم ولا هوية ولا زنانة تمنح لي شرعية المسجون، غير قيدك الذي يمنحني معنى الأسير في كل لقاء،تلك أخر الجروح التي تبدأ في النز من عمق كل الأحاسيس محملة بأوحال ألم الطفولة وحنان الأم التي تركتها للصقيع كي يسكن عظمها اليابس.
سارعت في حمل الجسد ،كززت على تفكيري..

.ـ مادا لو بحت لها بكل شيء وخلصت قلبي من الوجع؟ ذاب في داخلي سؤال الخجل دفعة واحده, نفضت كل مبررات التردد,كان المجمع الهاتفي بين ناظري,رن في أعماقي رنين حلم الإنسان الأول حينما فاجئته النار وهو يقرع صمت الحجر,تقلص كل العصب في جسدي,ركزت على القلب وحده لعله يكون سفيري الأخير في هذا السفر الأثيري لأقول لك دون خوف أنني أحبك,فتحت جرحا بحجم المدينة,لم يكن لي خيارا ,كان البوح وسيلتي كي أشعر بإنسانيتي التي سلبت مني كما سلبت كل الأشياء الجميلة في هذا الزمن الموحش,قلت كل شيء ....,قلتها وكسرت عقدي التي حملتها معي من زمن الطفولة البائسة
ـ أحبك....أحبك صداها تمدد,رددته فرغات أدرار اللعوب,..شكل سكونا للجرح والحرقة في مسامات الروح المعزولة عن برزخ الأولياء الذين زرعوا فتنتهم في الرمل,مساحة طالما اختصرتها في هذا القلب المفعم بنكهة الأنثى المؤودة,أوليس للشعراء قلوب أنثى أتعبها الزمن








 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:30

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc