إنما الأمم الأخلاق ما بقيت....
هل نعاني فعلا من " أزمة تربية " ؟
في ذلك البيت ... لا يحق لأب أن ينتقد ابنه أو يطلب منه العدول عن أخطاءه فذلك _ إن حدث _ وهو مستبعد إنما ستكون عاقبته وخيمة ... فإن احتد النقاش خرج الولد عن طوره وبدأ يصرخ ويشتم اليوم الذي صار فيه ابنا لوالد كهذا ... وعند اللزوم تبدأ رحلة الخصام قد تستمر أشهر... فإن حادثته أمه أجابها : " وإنتي ايش فهمك "؟ حلو عني كلكم"...حريقة تحرق البيت باللي فيه ....." ، وفي تلك المدرسة ....ينهمك أستاذ اللغة العربية - ذو النظارات السميكة - في شرح درس يحكي مكارم الاخلاق ، والطلبة من خلفه يرسلون إلي بعضهم " صواريخ ورق "! لا بل وقبل نهاية الحصة بربع ساعة تقريبا يسمع صفيرا وتذمرا ، وواحد منهم يقول بمنتهى " اللامسئولية " و"قلة الأدب" يا أستاذ بينفعش تطلعنا قبل الوقت بربع ساعة ....؟ منقرزين على سيجارة " وتبدأ موجة من الضحك لا تنتهي إلا بصرخة من قبل الاستاذ المستفز : " قلة أدب "، أو يترصد مجموعة من المراهقين لجارهم العجوز بالمفرقعات والألعاب النارية وحين يفقد أعصابه يلتفون حوله مصفقين يغنون له أغنية نظموا كلماتها بأنفسهم تتغنى بإسمه وهبله كما يقولون !! وفي شارع أخر تعلو قهقهات مجموعة من المراهقين قد التفوا حول قطة صغيرة وأضرموا النار في ذيلها وهي لا تكف عن الدوران حول نفسها !
مشاهد مؤلمة كثيرة لو استرسلنا في عرضها لربما استغرقنا أشهرا ينفذ فيها مدادنا ولا تنتهي هي مشاهد طابعها العام يقول : " في بيوتنا ... أزمة تربية "!