نتحدث عن نوع من الحب لا يراه الجميع مسموحا وامر طبيعي ان يرونه هكذا .. (طبعا نتكلم بشكل عام ) وهو الحب الذي يجمع بين الفتاة والشاب والذي يراه الكثيرين خطأ او عيب او حرام ..
وبعضهم يرى انه حق للشاب ولا يجوز للفتاة والبعض الاخر يرى ان الفتاة التي تحب هي فتاة سيئة مجردة من الاخلاق والتربية ... المهم ان هناك آراء كثيرة حول هذا الامر ..
الحب نعمة اوجدها الله سبحانة ليضفي على الحياة طعما ورونق ...
الحب الصافي عاطفة نقية تجمع بين شخصين ليتوجاها بالزواج ... وقد تقف الظروف الإجتماعية حائلاً بين هذا الزواج ... و لكن يبقى الحب في القلوب ..
سيدة نهال ...
الحب "الصافي" (فعلا) عاطفة نقية لكن ليس بمفهومك المشار إليه ... فلست راضيا أبدا عن ابنتي/ابني ولا عن أختي/أخي ولا عن جاري/جارتي ولا عن المسلمة/المسلم ليكون أحدهم يحمل هذا المفهوم المعوق، حتى أنك قلت "الحب الصافي" وكأنك تقصدين هناك "حب به شوائب" ومصطلح الحب لا يعني أبدا فيم هو إيجابي عن سلبية أيا كانت.
أنا لا أعلم لم يختار هذان الشخصان اللذان أشرت إليها أن يكون الزواج تاج للحب المرور بحب قبلي سابق لأوانه ... فلم لا يرغبان في التاج مباشرة بدلا من المرور بما هو أقل قيمة منه؟ مع أني لم أفهم حين قلت: ... يبقى الحب في القلوب؛ هل هذا يعني أن زوجها التالي سيكون حبه ضحية الحب الأول؛ علما أن القاعدة تقول: "إشغال المحل مشروط بتفريغه من ضده، فكما يشمل الإرادات يشمل الاعتقادات ... " لذا أقدم تعازي الخالصة للزوج المسكين حيث يجد قلبك بالطبع إن علم وهذا غير ممكن أن حبه ما هو إلا ماركة غير مسجلة في كيانك بالمقارنة بالأصل المنقوش على كل أرجاء قلبك، فطرحك سيدتي عجيب وغير مقنع بل ويحمل بذور ضعفه فيه.
الحب نكهة خاصة ومميزة تعطي كل يوم من ايام العمر طعما مخالفا لليوم الذي يليه واليوم الذي قبله...
ههههه ... هذه معلومة سيدة نهال أن الحب -المقصود من طرفك- يعطي طعما لليوم الموالي رغم عدم وصوله ... آه .. ربما قصدك يعطي همة واستعدادا ... وبالتالي فـ "حبك" المسكين سيكون عاجزا لأنه لن يعط نكهة لليوم الذي يوافقه لأنه قد أعطاه هذه النكهة قبل وصوله ... وهو بالطبع أعجز على ما فات ... أكيد منطق في حال حديثنا لكنه في جدول الحقيقة للأسف غير ذلك.
الحب هو ما يجعل هموم الحياة اخف واضعف من ان تكدر صفونا ...
أوافقك على شرط أن لا يكون الحب الذي تعنيين (الحب الصافي) كما سميته.
فالحياة اجمل حين نتشاركها مع من نحب ...
الحياة أجمل حين يكون الحب في الله ولله وحده ... فكل حب للآخر ينضوي تحت لوائه.
لماذا حين تحب الفتاة اخر ما تفكر فيه هو ان تقيِّم الشاب من خلال طريقة معرفتها فيه بينما الشاب اول شيء يفعله هو تفكيره بطريقة معرفته بهذه الفتاه فلا يتركها دون ان يضرها وكأنها ارتكبت اثما عندما احبته تستحق العقاب عليه ...
من الجيد إقرارك أن الفتاة حين تحب آخر ما تفكر فيه هو أن تقيم الشاب وهو تصريح أنه لا يهمها من هذا الحب إلا أن يكون بحوزتها شاب وكفى ... بينما أخلاقه وكفاءاته لا تؤخذ بعين الاعتبار.
لماذا حين تحب الفتاة تخلص.. وتخلص.. وتخلص.. بينما الشاب يتلاعب.. ويخدع.. واخيرا يؤذي.. وكأنه لا يتعامل مع انسانة لديها من المشاعر والاحساس ما يكفي للمسامحه والرضا عنها.
لماذا؟ الجواب بسيط .. لأنها أحبت في غير الوقت المناسب للحب ... كان لها أن تحب حين تتزوج.
لماذا حين تحب الفتاة تحب بقلب ادمي وإنساني بينما الشاب ابعد ما يكون سلوكه وتفكيره بها عن الادمية والانسانية ؟؟
أعلاه .. الجواب نفسه.
لماذا حين تحب الفتاة تنتظر النهاية الطاهرة السعيدة الراقية وهي الزواج بينما الشاب ينتظر متى تسلك معه هذه الفتاة طريق الخطأ والشيطان .
أكيد في التكرار فائدة ... لأقول مرة أخرى: ولم لا تقصد النهاية الطاهرة السعيدة الراقية مباشرة؟ هل عليها أن تمر بما هو أقل قيمة وأدنى مرتبة مما هو واضح والطريق إليه أبين ..؟ أم عليها أن تلطخ مساحة لا بأس بها منها ... أما أنك تحاولين أن تقنعيننا: "أن أقرب مسافة بين نقطتين هي الممثلة بخط متعرج".
والجواب بسيط أيتها الفتاة فعندما تحبي لا تعتقدي ان جميع البشر بنفس درجة صدقك ونقائك واحترامك لنفسك حين تملكين مشاعر نقية ..
هذا المعقول ... فقط زيدي على جملتك: ... واحتفظي بمشاعرك الفياضة الراقية لمن يستحقها ... فالزوج إن أحببته فلن يخذلك لأنه يدرك أن هذا الحب الجارف حقه المترتب عن واجباته نحوك يا فتاة، بل وعليه ما يترتب وكله جزاء حسن.
ولا تعتقدي عزيزتي انك اذا كانت هذه طريقة تفكيرك ان الجميع سيكونون مثلك ابدا ان كنت كذلك فانت مخطئة ...فأنت اكثر تميزا من ان يكون تفكيرك عام يستطيع الكل ان يفكر فيه .... لذلك كوني حذرة فليس كل مظهر جميل اوابتسامة جميلة ورائها روحاً جميلة بل احيانا تخبئ خلفها من تعفن الفكر والشخصية ما يكفي لتذهبي الى ابعد من ان يستطيع احد الوصول لك . لانك مميزة .. فاحذري ايتها الطيبة والكريمة , من بخل الشباب في حبهم وغدرهم الذي اصبح انتشاره مسيرة للكبرياء
لن أعلق على فلسفتك الأخيرة فرغم دعوة من كانوا حولي لفهمها فلم نتبين فحواها وبعدها ... فهي بناء أفقي لا ينتهي طبعا ... فخير البناء ما كان رأسيا على الأقل له أساس هي الأرض التي انبعث منها أصلا كما يستطيع الباني أن يضع سقفا بالارتكاز عليه.
سيدتي نهال .... أعلم أن صفحات المنتدى هي موضع يفرغ فيه الكثير حقائق أنفسهم ... لكن ليس بقناعة الصحة المطلقة ولو على المستوى الشخصي ... فهناك يا سيدتي شرع يحكمنا لأنا مؤمنين في أرقاها وفي أدناها مسلمين.
اللهم اهدنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا