![]() |
|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() رابعة العدوية والحب الإلهى إلى القلوب التي خشيت بمحبة الدنيا الفانية.. إلى القلوب التي تعلقت بعواطف ومشاعر وهمية تسقط بها إلى قاع المخالفات والغفلات وتحجبها عن خالقها، نهدي إليها لقطات من حياة إمرأة هامت في حب الله .. حتى كانت مزيجا من الأشواق يتحرك في صورة بشر .. إنها رابعه العدوية *** من هي رابعة ؟ رابعة العدوية وتكنى بأم الخـير، عابدة ومتصوفة تاريخية وأحد الشخصيات المشهورة في عالم التصوف الإسلامي، وتعتبر مؤسسة أحد مذاهب التصوف الإسلامي وهو مذهب العشق الألهي. هي رابعة بنت إسماعيل العدويه نسبه إلى بني عدوه ولدت عام 95هـ في القرن الثاني للهجرة في البصرة.. حيث كانت البصرة تعج بالعلماء والفقهاء والزهاد وتمتلئ بقصور الأغنياء وأكواخ الفقراء.. في أحد تلك الأكواخ الفقيرة ولدت رابعة .. قيل أنها سميت رابعة لأنه سبقتها ثلاث أخوات فأطلق عليها والدها اسم رابعة .. عرفت بشدة الذكاء وسرعة التلقي حتى حفظت القرآن من في سن صغير . *** رؤيا والدها : عندما ولدت لم يكن في المصباح الذي يضئ البيت زيتا إلا ضوءا شاحبا .. ولم تجد الأم ما تستر به الطفلة الصغيرة .. خرج والدها يلتمس ما يستعيره من الجيران فلم يجد شيئا ونام حزينا فرأى في المنام رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له : لا عليك إن هذه البنت التي ولدت سيدة جليلة القدر، وإن سبعين من أمتي ليرجون شفاعتها . *** محنة فيها منحة: اشتد القحط في البصرة فوقعت رابعة فريسة للرق بعد أن تفرقت أسرتها .. كانت رابعة بارعة الجمال تجيد العزف على الناي فاستغل ذلك سيدها وجعلها تغني لزواره مما سبب لها ألما كبيرا .. مكثت رابعة تتعذب مع سيدها ويروى إنها بينما كانت تجوب أزقة البصرة شكت إلى الله حزنها فسمعت هاتفا يقول لها: لا تحزني ففي يوم الحساب يتطلع المقربون إليك يحسدونك على ما تكونين فيه، أحست رابعة بقرب الله وأيقنت بأن الفرج قريب، وحبب إليها الوقوف بين يدي الله في جنح الظلام متضرعة وكلما توجهت إلى ربها كلما أشرقت الأنوار في قلبها .. وفي ذات ليله شاهدها سيدها من ثقب صغير وهي ساجدة تناجي ربها قائلة: إلاهي أنت تعلم أن قلبي يتمنى طاعتك ونور عيني في خدمة عتبتك ولو كان الأمر بيدي ما انقطعت عن مناجاتك وخدمتك ولكنك تركتني تحت رحمة هذا المخلوق من عبادك .. وذهل الرجل وهو يرى قنديلا معلقا في وسط الحجرة يضئ لها الظلام .. استيقظ ضميره وأطلق سراحها وخيّرها بين أن تعيش عنده مكرمة تتقلب في ألوان النعيم ويكون لها خادما أو تنطلق إلى حيث تريد، فاختارت أن تعيش حرة بعيدة عن دنيا الناس . *** بعيدة عن الناس: آثرت رابعة أن تعيش في كوخ بعيد عن الناس وكان لمعرفتها بالزاهد رباح بن عمر القيسي أثر كبير في حياتها فقد تعرفت من خلاله على أماكن الذكر ومجالس العلماء فاستمتعت إلى مواعظ شيخ البصرة آن ذاك ( عبدالواحد بن زيد ) وتعرفت إلى الزاهدة العابدة ( حيونة ) فكان لهذا التعايش والتأثر بأهل الله من صلحاء زمانها أثر كبير في صقل روحها وتوجهها بكليتها إلى الله عز وجل . من عبادتها: كانت تصلي الليل كله فإذا طلع الفجر نامت في مصلاها نومة خفيفة حتى يسفر الفجر .. فإذا هبت إلى مرقدها قالت: يا نفس كم تنامين يوشك أن تنامي نومة لا تقومين منها إلا لصرخة يوم النشور، وكان هذا دأبها حتى لقيت ربها .. عاشت رابعة بمشاعر فياضة فقد كانت كثيرة الحزن والبكاء ما أن تسمع بذكر النار حتى يغشى عليها زمانا .. وكان في موضع سجودها ماء من كثرة دموعها . *** من عظاتها: قال رجل لها: سليني حاجتك ؟ فقالت لــه: إني لأستحي أن أسأل الدنيا ممن يملكها فكيف أسألها من لا يملكها ! *** ومن كلامها: اكتموا حسناتكم كما تكتموا سيئاتكم . قال رجل لرابعة: إنني أكثر من الذنوب فهل يتوب علي إن تبت ؟ قــــــالت : لا، بل لو تاب عليك لتبت . (ثـم تـاب عليهـم ليتوبـوا إن الله هـو التـواب الرحيـم) ويروى أن أحد الصالحين قال عندها: اللهم ارضى عني . فقالت له : أما تستحي أن تطلب رضا من لست عنه براضي ( رضي الله عنهم ورضوا عنه) وقالت: محب الله لا يسكن أنينه وحنينه حتى يسكن مع محبوبه. وقالت: إني لأرى الدنيا بترابيعها في قلوبكم، إنكم نظرتم إلى قرب الأشياء في قلوبكم فتكلمتم فيه. *** من أشعارها: أنعم الله علي رابعة بموهبة الشعر وتأججت تلك الموهبة بعاطفة قوية ملكت حياتها فخرجت الكلمات منسابة من شفتيها تعبر عن ما يختلج بها من وجد وعشق لله وتقدم ذلك الشعر كرسالة لمن حولها ليحبوا ذلك المحبوب العظيم. ومن أشعارها في أحد قصائدها التي تصف حب الخالق تقول: عـرفت الهـوى مذ عرفت هـواك*** واغـلـقـت قلـبـي عـمـن سـواك وكــنت اناجيـــك يـــا من تــرى*** خـفـايـا الـقـلـوب ولسـنـا نـراك احبـــك حـبـيــن حـب الهـــــوى*** وحــبــــا لانـــك اهـــل لـــذاك فــاما الــذي هــو حب الهــــوى*** فشـغلـي بـذكـرك عـمـن سـواك وامـــا الـــذي انــت اهــل لــــه*** فكـشـفـك للـحـجـب حـتـى اراك فـلا الحـمد فـي ذا ولا ذاك لـــي*** ولـكـن لك الـحـمـد فـي ذا وذاك أحبــك حـبـيـن.. حــب الهـــوى*** وحــبــــا لأنــــك أهـــل لـــذاك واشتـاق شوقيـن.. شوق النـوى*** وشـوق لقرب الخلـي من حمـاك فأمـا الــذي هــو شــوق النــوى*** فمسـرى الدمــوع لطــول نـواك أمــا اشتيـــاق لقـــرب الحمـــى*** فنــار حيـــاة خبت فــي ضيــاك ولست على الشجو أشكو الهوى*** رضيت بما شئت لـي فـي هداكـا وقالت: يا سروري ومنيتي وعمـادي*** وأنـيـسـي وعـدتـي ومــرادي. نت روح الفؤاد أنت رجائـي*** أنت لي مؤنس وشوقك زادي أنت لولاك يا حياتي وأنســي*** مـا تـشـتت في فـسـيـح البـلاد. كم بدت منةٌ، وكم لك عنــدي*** مـن عـطـاء ونـعـمـة وأيـادي. حبـك الآن بغيتـي ونعـيـمــي*** وجـلاء لعيـن قلبــي الصـادي. إن تكـن راضيـاً عنـي فأننــي*** يا منـي القلب قد بـدا إسعـادي. وقالت: وارحـــــــمتاً للعاشقين ! قلوبهم في تيه ميــــــدان المحبة هائمه قامت قيامة عشقهم فنفوسهم أبداً على قـــــــدم التذلل قائمه إما إلى جنات وصل داـــــــــئما أو نار صدٍ للقـــــــــــلوب ملازمه وزادي قليـــــــــل ما أراه مُبلّغي أللزاد أبكي أم لطـــول مسافتي أتحرقُني بالـــــنار يا غاية المنى فأين رجـــائي فيك أين مخافتي وقالت: راحتي في خلوتي البرايا محنتي حيثما كنت أشاهد حسنه فهو محرابي إليه قبلتي إن أمت وجداً وماثم رضا واعناني في الورى وشقوتي يا طبيب القلب يا كل المنى جد بوصل منك يشفي مهجتي يا سروري وحياتي دائماً نشأتي منك وأيضاً نشوتي قد هجرت الخلق جميعاً ارتجي منك وصلاً فهل أقضي أمنيتي وقالت: فليتك تحلو والحياة مريرة - وليتك ترضى والأنام غضاب وليت الذي بيني وبينك عامر - وبيني وبين العالمين خراب إذا صح منك الود فالكل هين - وكل الذي فوق التراب تراب وقالت: تعصـي الإلـه وأنـت تظهـر حبــه هـذا لعمـري فـي القيـاس شنيــع لـو كـان حبـك صادقـا لأطعتــــــه إن المحـب لمـن يحـب مطيــــــع يروى أن سفيان الثوري قال لها يوما: لكل عقد شرطا ولكل إيمان حقيقه فما حقيقة إيمانك؟ قالـت: ما عبدته خوفا من ناره ولا حبا لجنته فأكون كالأجير السوء إن خاف عمل، بل عبدته حبا له وشوقا إليه . غابت رابعة في جلال الله وجماله وتنزهت روحها في حضائر قدسه وهذه كلماتها تنبض وجدا وهياما إني جعلتك في الفؤاد محدثــي وأبحت جسمي من أراد جلوسي فالجسم مني للجليس مؤانــس وحبيب قلبي في الفؤاد أنيــس *** ومن أدعية رابعة العدوية اللهم اجعل الجنة لأحبائك..والنار لأعدائك..أما أنا فحسبي أنت. اللهم إن كنت أعبدك خوفا من نارك ف...قني بنار جهنم وإذا كنت أعبدك طمعا في جنتك فاصرفني منها.. أما إذا كنت أعبدك من أجل محبتك فلا تحرمني من رؤية وجهك الكريم. إلهي.. إن رزقي عندك وما ينقصني أحد شيئا ولا يسلبه مني إلا بقضائك.. والرزق منك.. فاللهم أسألك الرضا بعد القضاء. إلهي.. هذا الليل قد أدبر.. والنهار قد أسفر.. فليت شعري.. هل قبلت مني ليلتي فأهنأ أم رددتها على فأعزى، فوعزتك هذا دأبي ما أحييتني وأعنتني *** شوقها إلى لقاء الله: كانت رابعة تشتاق إلى لحظة الانتقال من هذه الحياة لأنها ستلقى بعدها من يملأ قلبها وروحها، وقد عاشت حتى الثمانين من عمرها تضع أكفانها أمام ناظريها فوق مشجب من قصب فارسي حتى لا يغيب عن بالها أبدا ذكر الموت. تذكر خادمتها ( عبده بنت أبي شوال ) إنها عندما حضرتها الوفاه قالت لها: يا عبده لا تؤذي أحد بموتي ولفيني في جبتي هذه ( جبه من شعر كانت تقوم فيها إذا هدأت العيون ) وقالت في لحظاتها الأخيرة لمن حولها اخرجوا ودعو الطريق مفتوحة لرسل الله، فخرجوا وأوصدوا الباب فسمعوا صوتها وهي تنطق بالشهادة، فأجائها صوت مسموع (يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي). *** بشارات فيها إشارات: تقول عبدة: رأيت رابعة بعد وفاتها بسنة عليها حلة من استبرق خضراء وخمار من سندس أخضر ولم أر شيئا أحسن منه وقالت لها: يارابعة ما فعلت بالجبة التي كفناك فيها والخمار الصوف ؟ قالت : إن نزع عني وأبدلت به هذا ثوباً آخر، وطويت أكفاني وختم عليها .. ورفعت في عليين . فقلت لها: لهذا كنت تعملين أيام الدنيا ؟ قالت: وما هذا عندما رأيت من كرامه الله لأوليائه، فقلت مريني بأمر اتقرب به إلى ا لله ؟ قالت : عليك بكثرة ذكره فيوشك أن تغبطي بذلك في قبرك .. والله أعلم *** رابعة وكأس المحبة: رحم الله رابعة التي أحبت الله بكل ذرة في كيانها وسكنت لمراده راضية مطمئنة .. تنتفظ روحها بين يديه مستغرقة في جلاله مأخودة بجماله .. لقد عرفت الطريق إلى السعادة الحقيقية وشربت من أصفا كؤوس أهل التصوف .. أهل الأشواق والأذواق، أهل الإحسان وأهل حقيقة الإيمان، وتركت بصماتها واضحة في فكرهم وشعرهم، وفتحت للمحبين آفاق واسعة يطلون منها على أسرار لا تترجمها الكلمات بل يشعر بها كل من سجد قلبه لله .- رحم الله رابعة ورضي عنها وجمعنا بها مع إمام المحبين وساقي كؤوس المحبة لأهل الصدق نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم . *******
|
||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
العدوية, الإلهي, رابعة, والدة |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc