فقدان قبل االامتلاك - مشكلة اجتماعية-
مرحبا
أنا إنسان مثلكم  أعيش في هذه الدنيا كأغلب الناس . أحس  أضحك أحزن أتألم  أفرح  اختلطت بالمجتمع  و بالواقع
كأي شخص عادي في العائلة المدرسة في  الاكمالية في الثانوية في الجامعة .
علاقتي بوالدتي جيدة   متقلبة أحيانا ما  لكنها  أبدا لا تتعدى  مرحلة العقوق و العصيان .
أما والدي  فطوال  عمري  لم يكلمني و لم ينادي علي  و لم  يرى وجهي  ولم  يشتري لي لعبا في طفولتي 
و لا أدوات في جميع مراحلي الدراسية  ،  لم يقف بجانبي حين احتجت إليه  ، كم من مرة  احتجته و استفقدته 
معنويا  أكثر من الاحتياج و الحرمان المادي. يعود السبب  كونه  توفي في حادث قبل أربع شهور من ولادتي.
في  سن  الثامنة  تزوجة  أمي  بشخص   محترم  وكونت عائلة  و أسرة  . لم تبخل عليا بشيء . كنت  من تلقاء 
نفسي  أنعزل  فقدت هويتي و أحسست أني لا أنتمي  لأسرة . و المفارقة  أني لا أملك  أقارب من جهة أبي 
سوى عمي الذي توفي  بعد والدي و لا أكاد أتذكره . و في المقابل لدي و الحمد لله الكثير  من  الأخوال و الخالات
و جميعهم ربوني أو تربيت معهم . و اليوم  مرت  أكثر  من  16  سنة على  زواج أمي و نعيش معا في منزل والدي
أمـــــــــا  زوج أمي  فهو كثير السفر  -طوال العام  لدي إخوة  من أمي  و الحمد لله لكن المشكــــــــــلة
أني  دائمــــا أحس بالنقص  و أشعر أني  فقدت مرحلة في حياتي -- لا  أدري  لقد مر الوقت بسرعة وكل  يوم
أشعر أني في حلم  سأستيقض منه  لأجد أبي   أحس أني مهما كبرت  لازلت  صبيانيا . أستطيع  بدون  تردد
أن أخسر كل خبرة اكتسبتها و كل نجاح حققته  مقابل  لحظة  أتباهى  بها  أمام  نفسي  بأني مع والدي  
لا  أرغب  بأن أقول أبي أكثر من رغبتي  بأن يعرف أني ولدت  و  لم أحد عن الطريق  أريد أن أتباهى به 
أمام مدير  الاكمالية  الذي  طردني - يوما ما- أسبوع كامل  لأني لم أجد  من يبرر غيابي  . و أمام الناس الذين
ينظرون إلي نظرة المحروم المعدم . أمام  نفسي  حين أنام مقرور العين لأني تحت وصايته بدون حساسية 
لأنه والدي . أمــــــام الأقرباء و الجيران  الذين  أهملوا وجودي وتجاهلو مقامي لأني بدون جاه .
أمـــــــام كل  مقصد رغبة به  و لم  أحظى به  فغذ  شعوري بالنقص .
أنا اليوم شخص حساس لدرجة  مقرفة   من كل  كلمة أو نظرة  أشعر بالنقص وسبب لي  مشـاكل مع من أحبهم
كيف السبيل إلى تجاهل الماضي و ترميم  الحاضر ؟