مقبلة على الزواج ... لكن لا أتقن الطبخ فكيف بفنه!
هي حيرة تحملها شابة ساحرة الجمال في الرابعة والعشرين من العمر، بقي لها أسابيع قلائل وتزف إلى بيت زوجها ... تقول:
قضيت حياتي مدللة أبي وأمي ... الخادمة هي مصدر تلبية رغباتنا تحضير للأكل وصولا لكيّ ملابسنا.
المطبخ بالنسبة لنا بقعة منسية نزورها حين دعوة أمي لصديقاتها والجلوس في زاويته لتناول الشاي والحلوى، فألج وأختي بابه مسلمتين عليهن فمنسحبتين لغرفتينا، أو بهو البيت للجلوس وتبادل الحديث.
الجامعة هي همنا وهم الوالدين ... تفوقنا ونجحت أنا على الخصوص ليفتح لي "بابا" مكتب دراسات ...
جدتي تنعتنا بالفاشلات و"المقلشات" وتنذرنا بمستقبل صعب لتهون أمي الأمر قائلة: بناتي لن يضعن أصابعهن إلا في الحرير.
ومرت الأيام وها أنذا أحضر نفسي لدخول بيتي والاستقلال به فكيف أقابل طلبات زوجي إن مل أكل المطاعم ..؟ ألا يدعو يوما أحبابه؟ يا الله ماذا سأفعل؟ وبعبارة فيها من السذاجة تلقي على مسمع أمها: ماما لن أسامحك على تفريطك بقدر اهتمامك الذي ما كان في محله، لقد أصبحت أحس أن كلا يداي شِماليتان، هل أبقي زوجي رهين أكل المطاعم ومحلات الأكل الخفيف؟
"صحاباتي" كلهن يتمتعن بمهارات في الطبخ إلا أنا فليس لي ما أشارك به وحتى ما أقوله، مقتصرة دائما في حديثي على ذكرت "أكلت ..." وأبدا أبدا "صنعت ..."
هي كرونولوجيا ... أغلبها الخوف من المجهول تعيشه فتاة نشأت في كنف أسرة ترى في المظاهر عنوانا لا قبل لتغييرها، فبدلا أن تجني من تربيتها بنات مثمرات بخصائص نسائية ... أنتجت فتيات لا يملكن من الأنوثة إلا الصفة لكنها بلا روح.
ألا ترين أيتها القارئة ويا أيها القارئ جسامة ما تجنيه كثير من الأسر في حق بناتها؟
أليس من حقك يا امرأة أن تمارسي متطلبات حياتك التي تتحول مع الأيام جزء منك لا يتجزأ؟
كيف تقابل سيدي واقعا فيه الزوجة لا تعرف من فنون الطبخ إلا "غلي بيضة"؟ وكثيرا ما ترمي بياضها مع القشور ...
في عالمنا الرجالي هي كارثة يحمر لها الوجه ويتصبب عرقا إن حل الضيف وكثيرا ما تُختلق الأعذار ليُصرف المسكين بعيدا.