بعد أن رفعت نقابة "الساتاف" دعوى قضائية لدى مجلس الدولة: انتخابات الخدمات الاجتماعية مهددة بالإلغاء
الكاتب: عبد الله ندور
الأربعاء, 07 ديسمبر 2011
وصف الأمين العام لنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين، عمرة بوعلام، انتخابات تسيير أموال الخدمات الاجتماعية بـ"المهزلة" وأنها "غير دستورية"، مؤكدا أن النقابة حركت دعوى قضائية لدى مجلس الدولة، للمطالبة بإلغاء المنشور الوزاري 618، والمرسوم الرئاسي 82-303، باعتبار هذا الأخير يتناقض والدستور الحالي، مؤكدا أنه في حال وافق مجلس الدولة على الدعوى القضائية فتعتبر الانتخابات "باطلة" والنتائج "ملغاة" بقوة القانون.
وأوضح عمرة أمس، في اتصال بـ"الجزائر" أن الدعوى تم تحريكها نظرا للخروقات والتجاوزات التي حدث في هذه القوانين، مشيرا إلى أن المنشور الوزاري 618 جاء مناقضا لبعض بنود المرسوم الرئاسي 82-303، مضيفا في ذات السياق أن هذا الأخير بدوره يناقض صراحة الدستور الجزائري الذي ينص على التعددية الحزبية في الوقت الذي تنص فيه القوانين المسيرة للخدمات الاجتماعية على تدخل حزب جبهة التحرير الوطني باعتباره الحزب الواحد، متسائلا في ذات السياق عن دور المجلس الدستوري المكلف بمراقبة دستورية القوانين من عدمها، وشدد عمورة بوعلام، أثناء تدخله أنه في حال قبول الدعوى شكلا ومضمونا فإن الانتخابات التي جرت أمس صبح في حكم "الباطلة" ونتائجها "ملغاة" بقوة القانون، وهذا بالنظر إلى عدم صحة القوانين المرجعية لإجراء هذه الانتخابات، مشددا على ضرورة "إلغاء المهزلة الانتخابية".
وفي سؤال عن سبب مشاركتهم في هذه الانتخابات، في الوقت الذي تصفها النقابة بـ"المهزلة"، أوضح عمورة أن النقابة أجبرت على الاختيار بين "الطاعون" أو "الكوليرا" فكلاهما "مر"، مشددا على أنه في حال فوز الوثيقة رقم1 أو رقم2، فستحافظ النقابة على الدعوى القضائية، كون المشكل يكمن في القوانين وليس في الأشخاص المسيرين لأموال الخدمات. وأضاف أن النقابة غير معنية بدعوة وزارة التربية الوطنية لحضور عملية الفرز "حتى لا نكون شهودا على مهزلة يسجلها التاريخ".
واتهم عمورة نقابة "الأونباف" باستغلال أموال الخدمات الاجتماعية في حال فوز مقترحها، في تمويل حملات انتخابية لأحزاب إسلامية رفض الكشف عن هويتها، متهما إياها بعدم الحياد وبأنها نقابة غير مستقلة، متسائلا عن سبب "تهليلها" بفوز حزب النهضة التونسي في الانتخابات الأخيرة التي عرفتها تونس، وعن علاقة نقابة في قطاع التربية بحزب سياسي خارج الوطن، مبديا تخوفه من "انحراف" الخدمات الاجتماعية عن الأهداف المسطرة لها أو "استغلالها لأغراض سياسية سواء داخل الوطن أو خارجه"، مشدد على ضرورة مراقبة المسيرين مستقبلا.
تجاوزات في كل من ولايات عين الدفلى، تيزي وزو وبجاية
وفيما يتعلق ببعض التجاوزات المسجلة في عملية الانتخاب أمس، أكد عمورة بوعلام، أنه تم تسجل غياب وثائق التصويت بالمدارس الابتدائية في كل من ولايتي تيزي وزو وبجاية، حيث طالبت مديريات التربية من مدراء المؤسسات التربوية بإجراء نسخ للورقتين الأصليتين، متسائلا عن الإمكانيات المادية المسخرة من طرف ولاة الجمهورية، كما أضاف أن نقابة "الساتاف" طعنت في بعض ثانويات ولاية عين الدفلى، أين تم تعيين رئيس مركز انتخاب وهو عضو في المجلس الوطني للاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، كما تم تعيين رئيس مركز في إحدى الثانويات، رغم أنه كان في عطلة مرضية منذ سنتين، مشيرا إلى أن الطعون المقدمة أتت أكلها.