![]() |
|
خيمة الأدب والأُدباء مجالس أدبيّة خاصّة بجواهر اللّغة العربيّة قديما وحديثا / مساحة للاستمتاع الأدبيّ. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
الحكمة في شعر ابن سهل الأندلسي.
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم - قضى غرقا و هو لم يتجاوز العقد الرابع من عمره، كما ترجح أكثر المصادر ، ولو عمر أكثر لكان الأشعر في عصره،كما قال الهيثم بن أحمد في سياق الترجمة له و الحديث عنه :ذاك هو الشاعر إبراهيم بن سهل الأندلسي الإشبيلي، الذي يطالعنا في بعض جوانبه بسمة السموأل بن عاديا في جاهلية العرب ، فهو كمثله إسرائيلي يهودي، وله- على غراره - ديوان شعر يحتل منزلة خاصة في التراث العربي ، فهما - مع بعد الشقة بينهما - يحملان طابعا واحدا من طوابع العربية في كثير من سماتها البيانية و الأسلوبية، و أطرها من الأصالة أو الكلاسيكية ، و لعل أهم الفوارق بين هذين الشاعرين العربيين ، أن السموأل مات على يهوديته و أن إبن سهل كان يهوديا فأسلم ، و قد حسن إسلامه ، و مدح النبي صلى الله عليه و سلم بقصيدة بديعة. -إن ابن سهل الأندلسي الشاعر جدير بالدراسة المنهجية ذات المنحى الأطروحي الأكثر شمولا و استقصاء، و أخيرا فإن ابن سهل يحتل رقعة أثيرة في الشعر العربي لم يلتفت إليها النقاد كثيرا ... قال ابن سهل الأندلسي : أعيا البسالة و الحذار حبائل....سيان فيها الأسد و الآرام. البسالة :الجرأة و الإقدام. الحذار: الحذر. الحبائل: المصايد و المكايد. سيان: أو سواء ، الآرام:الضباء. -فواجع الموت قدر يصيب الخلق جميعا ،لا فرق في ذلك بين الأقوياء و الضعفاء ، و رمز إلى ذلك بالأسد و الآرام. -أطعت هوى طرفي لحتفي لو أنني....غضضت جفوني ما عضضت بناني. -يقول ابن سهل أنه لو عصى هوى طرفه، لما واجه حتفه ، و لما عض بنانه ندما ، فنظرة عينه إلى حسن محبوبه هي التي جنت عليه. -الا أن صرف الدهر بحر نوائب....و كل الورى غرقاه و القبر ساحله. نوائب: جمع نائبة و هي البلية و المصيبة أو النازلة ، الورى: الناس. -يقول ابن سهل الأندلسي إن صرف الدهر بحر طام من النوازل، و الناس كلهم لابد غارقون فيه ، والقبر هو شاطئ هذا البحر الطامي أي نهاية من يغرق فيه. -ودعتها فجنيت من مر النوى....حلو الوداع منعما و معذبا شمل تجمع حين حان شتاته....ويزيد إشراق السراج إذا خبا. النوى: البعد. -يقول إن وداعها كان حلوا و مرا، فحلاوته ما في الوداع من حنان و قرب، و مرارته فيما يعقب ذلك القرب من الحنين و الحرمان، صور ما في الوداع من قرب يليه بعده بجمع الشمل و شتاته ، و شبه فأجاد ذلك كله بومضة نور السراج قبل أن يخبو و ينطفئ. -و يقول أيضا: إن الغليظ من الرقاب إذا عتا....لم ينهه إلا الرقاق من الظبى. -إن الرقاب الغليظة أي رقاب الجاحدين إذا عتوا لا ينهاها عن عتوها إلا الرقيق من الظبى جمع ظبة و هي حد السيف. -المدح في شعر ابن سهل الأندلسي: -حليف جلاد ليس تكسى سيوفه....و ثوب طراد ليس تعرى صواهله. الجلاد: الصبر و القوة و الصلابة. ليس تكسى سيوفه: أي تظل سيوفه مسلولة غير مغمدة ، الصواهل : الخيل. -أعطى و هش فما لنشوة جوده....صحو و لا لسمائه إصحاء. هش: تبسم ، مدحه بالجود و العطاء ، و قرن عطاءه بالهشاشة أي الإبتسام، فهو يعطي فرحا و صادقا و النشوة تملأ نفسه ، وقوله فما لنشوة جوده صحو، براعة في الثناء على كرم ممدوحه فهو يؤثر أن يظل في سكر دائم من نشوة العطاء فكأن سماء جوده لا ينقطع وابلها. - إن يحسدوك أبا العباس فهو لكم....ذكر جميل و للحساد أشجان. -قوله إن يحسدوك....فهو لكم ذكر جميل إنما ينظر قول الشاعر الكبير أبي تمام : إذا أراد الله نشر فضيلة....طويت أتاح لها لسان حسود فالحسد يشيع الذكر الجميل و الفضائل المطوية ، الأشجان : جمع شجن و هو هوى النفس و الهم و الحزن. -ضمان على عينيك أني عان....صرفت إلى أيدي العناء عناني. عان : العاني أي الأسير ، أي هو أسير عيني المحبوب ، العناء : المعاناة ، و العنان : الزمام و العنان سير اللجام. -الهوى عندي إيمان فلا....بد منه في فؤاد و لسان. يقول ابن سهل أن الحب كما يقال إيمان معقود في القلب ، و هو كذلك إقرار باللسان. -و يقول أيضا: و أرى الغيوث تطيل عندك لبثها....لتبين أنك تربها المودود و لربما تندى اقتصاد مخفف....فترى علوك بالندى فتزيد. -يقول إن الغيوث عندما ترى غلوك بالندى أي فيض جودك ، تحاول أن تحاكيك فتزيد في عطائها . -و يقول أيضا: خلفت نداك فأكثرت في حلفها....و لقد يكون من الجبان وعيد. يقول إن الغيوث تحاول أن تباري ممدوحه في مكارمه. -راعي الليالي بأطراف الخطوب كما....أجاد دفع الخطوب السود بالخطب. راعي : و في رواية راع أي أخاف ، الخطوب : جمع خطب و هو كل أمر خطير ، و الخطب أيضا المصيبة ، دفع الخطوب : درؤها أو رد أذاها، و قد جانس ببراعة بين الخطوب و الخطب. منقول ديوان ابن سهل الأندلسي ، د.عمر فاروق الطباع ،شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم للطباعة و النشر و التو زيع، بيروت- لبنان الطبعة الأولى 1419 ه-1998م.
|
||||
![]() |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc