اليوم ... جلس يقابلني باسما كعادته، أنيقا كما عهدته ... ينظر إلى اللحظة الآنية بعين يغالب فيها تفكيره ليصنع لها تواصلا مع اللحظة الآتية ...
صديقي ... هكذا ابتدرني ...
نعم؛ يا غالي ... أراك تغالب شيئا يا سي محمد؛ قلت.
ليفاجئني قائلا: هل لي محلا في قلوب النساء بعد الآن؟
قالها مطرقا ثم مشيحا بوجهه عني مادا بصره، محاولا أن يخفي عني دمعة جارية من مقلته على خده ... ليلقاها بكفه مبكرا وجلا من جفافها منحدرة تاركة أثرا ...
قلت: محمد؛ أفرغ ... أنت تعلمني صندوقك الذي تودع فيه أسرارك ...
قال: أيقنت اليوم أن ليس لي امتداد في الحياة بعد مماتي ...
مددت يدي إلى كتفه محاولا أن أزيح عنه ما يثقلها ...
إن لله وإن إليه راجعون ... وهل من أمل؟
الله أعلم ... غير أني أخشى خوفي الذي بدأ يحاصرني ... يفقدني صوابي... يكسر ثقتي ...
يا محمد؛ أطرق باب السعي الحثيث وباعد بين مصراعيه ... ولا تسارع لهما في العناق ... فإن تعانقا فلا بد من انتظار نهاية لك ..
ليقاطعني: وددت أن أحيا بعد مماتي يا صاحبي ...
غابت بي كل الهواجس بين طيات أعماقها افتش عن تفسير لسر هذه الحياة المودع فيها من خالقها.
لأنتبه ... فقد رن هاتفي .. مذكرا إياي باستقدام ما قد طلب مني على عجلة ... وقفت مادا كفي ليلف كفه ... فحاضنا له .. يا عزيزي: الحكمة ضالة المؤمن ... مودعا إياه على أمل التقاطع ...
1- آنستي الكريمة ... هل يحرجك الأمر أن يطلب يدك رجل علم أنه عقيم لا حظ له في الذرية؟
2- سيدتي ... وهل توافقين فتباركين ابنتك إن أقدمت على ذلك؟