السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
طرحك في الصميم أخي ، لكن مبدئيا ، الغيرة ليست داءا أبدا ، بل هي طبيعة بشرية من افتقر إليها ، مات قلبه !
أرى أن مشكلتنا في الحوار تخلق في المرء من جهتين :
التربية في الأسرة و التعليم في الدراسة . كيف ؟
أما التربية في البيت هي أن يتعلم الولد الحوار بدءا مع والديه ، يتكلمان إليه ، يغمرانه بحنانهما و يحدثانه ، يسألانه .. يعلمانه كيف يتعامل مع اخوته و غيره ، بالحوار ، الصفة المؤدبة . يتعلم حدود الكلام و النقاش .
هذا إن لم يكن ، قد ينشأ المرء جاهلا لضوابط الحوار ، ينفعل و لا يبدي رأيه ، بل يفرضه !
هذا من جهة .
من جهة أخرى ، هناك التعليم .
نحن كجزائريين ، لا أحد غيرنا ، أْنظر إلى برنامج التعليم منذ الإبتدائي .. في اللغة الأم العربية ، ثم باقي اللغات .. و قارن بينها و بين برامج اللغات عند غيرنا من البلدان العربية و غيرها .
لماذا لسنا نتشبع في التعليم الأساسي و البتدائي بكتب الأدباء الكبار مثل طه حسين و أحمد أمين ؟
لا في الإبتدائي و لا الاساسي و لا الثانوي و لا حتى الجامعي . .
لماذا لا يعنى أي اهتمام للتعبير الكتابي و ما يسمى الإنشاء ؟؟
حتى اليوم أصبح الإنشاء لدينا عبارة عن دروس تحفظ عن ظهر قلب .. ثم يستردّ ذكرها أثناء الإمتحانات !!
ما هذا الكبوت ؟؟ ما هذه الطريقة ؟؟ ما هذا التعليم ؟؟
حدثني أبي مرارا أنه و رفاقه في سنوات الاربعين ، حيث كانوا في الأستسي ، كانوا يقرأون امهات الكتب . مع وجود كيان فرنسي في البلاد . . ثم ذهب إلى تونس حيث كان يدرس اللغة و الادب بنفس الكثافة . .
لماذا اليوم هذه الركاكة في تعليم الادب ؟؟
اخي الكريم ، قد يبدو للكثير ان الذي اقول خارج عن موضوعك ، لكن صدقني ، فالكثير يجهل انه اثناء قراءة اللغة العربية بالذات و اللغات الاخرى بعناية كبيرة للإنشاء تنمو روح الحوار و حب النقاش و تبادل الافكار و قبول الآراء .
أما اليوم ، فأنا أفهم أن اللبرنامج المقرر يحاول فعل هذا . لكن هيهات ..
خلاصه قولي ان الواحد منا يتعلم آداب الحوار في بيته مع اسرته و كذلك في المدرسة منذ الصغر .
فتصرف الجزائريين عامة ناتج من سوء التعليم و التوجيه . و تصرف غيرنا خاصة ناتج من نقص توجيه في الوسط العائلي ، لا أقول سوء تربية أبدا ، فقد ينشأ المرء بأخلاق فاضلة لكنه لا يعرف كيف يحاور الناس .
اشكرك اخي على هذا الطرح القيم .
احترامي