أحد أفراد عائلتنا ... التلفاز - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى الأسرة و المجتمع > أرشيف منتديات الاسرة و المجتمع

أرشيف منتديات الاسرة و المجتمع هنا توضع المواضيع القديمة والمفيدة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أحد أفراد عائلتنا ... التلفاز

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-12-05, 08:42   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
شولاك
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية شولاك
 

 

 
إحصائية العضو










B1 أحد أفراد عائلتنا ... التلفاز

... عائد من عملك وعلى بعد خطوات من مدخل بيتك ... تمتد يدك إلى عمق أحد جيوبك لتسحب رزمة مفاتيح، أحدها يشعرك بالراحة لأنك بإدارة دروزه في عمق قفل الباب الرئيسي لبيتك ستجد عالم عائلتك ... قد تكون محظوظا إن سمعك الصغير ليلفظ بكنيتك "بابا" لعله يظفر بشيء قد حملتك محبتك له على شرائه ...
فما بالك إن افتقدت هذا الصوت الملائكي ... لتتساءل عن سبب غيابه وغياب البقية في كل مرة، ربما انشغالك طول النهار يلغي فيك حب التعلم من العادة ... فتسأل أمهم إن كان اختيارك الحياتي منحك الزوجة الراعية لثمار حياتكما ... فتشير المسكينة الفاهمة بكل أسف إلى زاوية من زوايا البيت ... لتدرك حينها سبب انشغال فلذات كبديكما عنك ...
لتتأسف متأوها: آه التلفزيون ... من حقك أن تشعر بغيرة في حدود الأخلاق من هذا الدخيل وهو يستولي على أولادك حتى ليحرمك من اشتياقهم لك، وربما يتعداه إلى رفيقة دربك ليسرق منها سويعات.
حتى إذا دفعت الباب عليهم ترى العيون معلقة بتلك المساحة الزجاجية ... عندها وفقط قد يقع في مساحة نظرك التفاتة من بعضهم ... وقد تسمع تحية خاطفة دون سابقتها اختصارا لترحيب كنت ترجوه طويلا ... وكأن المساكين حريصون كل الحرص على الإيفاء بعقد حياتي، يصيبهم الوجل من تضييع لحيظات منه ... حينها يا سيدي ألا تشعر بالأسف على حضورك المغيب؟
التلفزيون ... شبح مخيف في حلة ملونة بكل ألوان الشد والإغراء ... يقوم عليه من هم أكثر حنكة في مجالات علم النفس، فهم أكثر الناس علما بنفوس أطفالنا منا، أليس منا الكثير من يعامل صغاره بمحض ما تمليه وتفرضه الأبوة لنتصرف وفق ذلك ونحن لا نرى فيما كان التلفزيون في زمن ليس بالبعيد من الكماليات لا غير. إننا نعاني تبعات العادة فكلما وطنت فينا أمرا إلا وجعل لنفسه في قلوبنا شغفا له حتى ليحزنك غيابه ولو للحظة. وقد قال عارف بلب الحياة: "دع الخطرة فإن لم تفعل صارت فكرة، فإن لم تدافعها صارت شهوة فإن لم تحاربها صارت عملا، فإن لم تتداركه بالضد صار عادة فيصعب عليك الانتقال عنها".
الخوف كل الخوف ... بعد أن كنا نحن من نوجه جهاز التحكم لهذه النافذة العجيبة التي يتزاحم عليها الملايين الشغوفين بالعرض أمامنا فنؤفل ضوءها ... أصبح هو من يتحكم فينا فيوجهنا، وليته كذلك وفقط بل أصبح أفوله أو غيابه بداعي العطل يشعرنا وكأن فردا من البيت عزيز الحضور قد غاب ... ليصرخ الصغير باكيا وتغضب الزوجة لانقطاع سلسلة شغفها ... ولتشعر أنت سيدي بشيء من الذنب في تأخر الاستجابة لهم وكذا لنداءات باطنية فيك ... فما تجد إلا أن تحضنه بدعوى أخذه لإعادة الحياة إليه وربما في الحقيقة تعبير عن حبك له!








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
أفراد, التلفاز, عائلتنا


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:56

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc