اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ** لا أحد **
كلّ الأشياء تهرب منّي حين أفكّرُ فيكم !
حتّى الحُروف التي حَسِبتها مسّخرة فقط لأكتب إليكم حكاياتي.. تهجرني
تَخاف أن أشنقها على سُطور الشَّوق !
حقًّا
يُتْعِبُني هذا القلم الذّي يتعرّق بين أناملي خِيفة ;; ويرتعش على الورقِ يمتصّ حبره ;
ثُمّ يَشَهَق : ما أنا بِكاتِب ’ !
لِأجدَ مَدى الضّياعِ الذّي ورَّطني فِيه
لا هو يقرأني ، ولا هو يكتبني لكُم
فتَقذِفُني الفَراغاتُ مَزيدًا ’’في هوّة الصّمت !!
هذا الخيط الضّئيلِ الذي يحقن أجهزتنا بجرعات "النت" ويحقن قلوبنا بجرعات الشّوق ..كثيرا ما يشرد إذا التقينا !
هذا الخيط الذي يبدو تافها ،، هو الوحيد الذي يوصلني إليكم كلّ مساء يفتحُ بيننا النوافذ وصفحات وجوهكم لأقرأ بعيونكم حيرتَكم الموسميّة وأسْمَع حروفكم الذي تَئنّ فِي أعماقِنا .
هذا الخيط.. لعلّه خيط ، ولكنّه يكدّس العالم بين يديّ ثمّ يختصرُ كلّ الكون في صحنِ مدينتكم
يضطرني أحيانا بعض الغباء وكلّ الشوق لأفكّر أنّي لو تبعت طرفََهُ لأوصلني إلييكم ذات مساء .. وكأنّنّي أشعر أنّه امتدادٌ لخيط ثيابكم..!
-ماذا لو سحبته ؟ قد تتصافح أيدينا في آخر الموسم ؟
أنّي كَثِيرًا فكّرت أن أسحبه ، لأجدكم في الطّرف الآخر من الخيط ، ولكن خشيت أن تكون جَلْسَتُكم مائلة فتبتلعكم الأرض .
ومَا أَعْجَبَ هَذا الخيط !!
يجعلك تكره وتحبّ ، تسخط وترضى ، تنتفض وتهدأ ، وتعيش عمرك ألف مرّة دون أن تعيش !
كأنّنا حِكاية طويلة في كِتابٍ قديم مِنْ كُتُبِ الأساطِير الأولى
وكأنَّنا نعيشُ بينَ دفَّتيهِ كلّ المَشاهد ..بِكثافتِها وحبكتها وأشخاصها .. نعيشُها بِعَدَدِ صَفحاتِ الكِتاب وسطوره
فَلَيْتَني أستَطيعُ أنْ أغيّر ظُروفًِا لمْ تُعجِبني في سطرٍ ما مثلًا
كأَنّ أجدَ المصباحَ السّحريّ فِي أوّلِ سطرٍ لِتَعيش قريةَ النَّخيلِ الأسمَرِ في أمَان وَ حُبّ ، وتنتَهي كلّ العذابات ..
ها ها ها ها
مصباحُ علاء الدين ، وخيطُ "النت" والفرق بينهما أنّ المصباح يحقق الأمنيات ، أمّا الخيط فيجمّدها بلا أجل ..لذلك أحترس من الخيط !!
|
هذا ليس مجرّد خيط...
أمّا كلماتُك فجميلة هي ...
وخيالك واسع وبهيّ...
فلا تتهاون أخي الفاضل وأرنا المزيد من ابداعاتك...
واحترس من الختّ...