مقهى الخواطر .. ((عودةٌ من شُرفةِ الذاكرة))

[أمآآآآني البنفسج]

و كنت في يوم مدعوة لحفلة

و قد كتب على بطاقة الدعوة " زيارتكم تشرفنا يا أعزاء "

أحببت تلبيتها و لبست أحلى ما لدي و وضعت معطفي و خرجت إلى الفناء

اقتربت شيئا فشيئا من بيت يشع بالأضواء

كراسي عتيقة .. شراشف رقيقة و تفاصيل دقيقة بلا انتهاء

سلمت و دخلت و كلي فرح باللقاء

بحثت بين الوجوه علني أتعرف عليها حتى أصابني الإعياء

فسألت ؟؟ فربما أخطأت العنوان بنبرة خجل و اسحياء

فأجابني أحدهم ذاك فلان و تلك فلانة و الباقي مجموعة أصدقاء

بقيت الدهشة تغمرني .. أمحق انت ؟؟ ذاك فلان و تلك فلانة ؟؟

إي نعم .. آنستي فما اخطأت ِ العنوان َ

و بكل إصرار قلت : سيدي لربما هو تشابه أسماء

لالا .. إلا هذه فأنا أعي ما أقول و ثابت الانتقاء

أحسست و كأن رجلاي تسمرتا في مكانهما

و كأن الحقيقة صفعتني

حملت حقيبتي و اتجهت خارج البيت

أجر فساتني الطويل بالطيبة


بذراعين طويلتين بالصدق لا الأحاديث الكاذبة

و أدركت أنني في حفلة تنكرية لا يرحب فيها بمن لا يلبس قناعا


و لا يمشي بوجهين تباعا

خرجت و لي نصيب كبير من الخيبة

من أناس ظننتهم كما رأيتهم و لولا الصدفة لما سقطت الأقنعة

و كشفت الحقيقة ..

هنا تذكرت توقيعا للأستاذ أحمد حفظه الله و رعاه

اخلع قناعك حتى أراك


و فهمت أن لبعض الناس أقنعة عكس وجوههم الحقيقة

نسأل الله أن يثبتنا على دينه و يجعلنا خيرا مما يظنون بنا

و يبعد النفاق عنا بعد السماء عن الأرض ..

الله يهدينا سواء السبيل