بربكم كيف لا يكون الإنحطاط ونحن نرى أن رئيس أي جامعة من جامعاتنا أو مديرها يظنّ أن الجامعة ملك له ولأبيه ولزوجته وبنيه، وعميد الكلية في هذه الجامعة أو تلك يعتقد أنّ كليته عقار من عقاراته وأملاكه الخاصة، ورئيس أي قسم في هذه الكلية أو تلك يرى أنّه أهمّ عضو فيها، وأنّ على جميع أعضاء قسمه أن يقدّموا له ولاء الطاعة و الاحترام والتبجيل، وأنه سيد للقسم، وأن القسم ليس إلاَ تحفة من التحف الفنيّة التي يجب أن تكون ملكا له، وتعرض ضمن تحفه الخاصة داخل منزله، بل يصل العبث إلى أبعد من ذلك حينما تجد رئيس الجامعة يعيّن عيونا له في جامعته، وعميد الكلية ورئيس القسم كذلك، وهذه العيون قلّما ترى رؤية نظيفة، بل ترى الأمور كما يخيّل لها، ومن داخل رؤية قاصرة، تنقل بدورها تقارير قاصرة و كاذبة وملفّقة وكيدية في معظم الأحوال، و هكذا تصبح الجامعة حقلا من التجسس والوشايات والمكائد و المؤامرات، بدلا من أن تكون حقلا للإبداع والعطاء والبحث العلمي الموضوعي النبيل، فهل بعد هذا يكون الرقي والإبداع والإنتاج العلمي في جامعاتنا؟؟.