كان يمكن أن أضل واقفا خلف أبواب الصمت لكن قررت بعد ما سمعت ما قلتيه عني بأنني أسبب لك المشاكل قررت أن أسافر في عمق هذا الليل و أبحر في صمت هذا الكلام لأجد مساحات للحديث حين رأيتك أول مرة خانني قلبي و فتح لك بابه الواسع و توجك ملكة على عرشه ...... فبنيت لك قصورا فوق السحاب خوفا عليك من عصر الذئاب و كتب إسمك على أعلى الجسور و فوق أمواج البحور و سميتك بدر البدور ألا يأنبك ضميرك مما قلته عني ألا تندمين عما قلتيه و قبل أن أرسل لك أول رسالة سألت عنك كثيرا قيل لي أنك وحيدة قيل لي أنك وحيدة و أن جزيرة حبك حلم من الأحلام الصعبة المنال ، ممنوعة على كل إنس و جان حاولت الإقتحام فقابلتني بالنبل و السهام فسببت لي جراحا و آلاما ... قلت أنك عفيفة حتى أنني شبهتك ببنت الخليفة ، ولمت نفسي لأن حبي كان عنيفا فاكتفيت بأن أجعلك في مخيلتي أعز رفيقة و كم تمنيت أن أراك كل دقيقة ... ولكن سرعان ما إهتز كيان قلبي حين عرفت الحقيقة كنت أظن أنك ملاك فتبين أنك بشر ، فعار ك لا يغسله ماء بحر و لا مطر ... ولا حتى برد كنت أظن أنك جوهرة نادرة الوجود ، فتبين أنك موجودة من الحدود إلى الحدود ، كنت أظن أنك فاعل مرفوع بما رفعك به الله من عقل تقدرين الأمور و تقرئين ما بين السطور ، فتبين أنك إسم مجرور وراء الشهوات و الأهواء ... كنت أظن أنك حرف جر تجرين نفسك جرا نحو العفة و العفاف فتبين أنك مفعول به خاضع لفعل أي فاعل تسيرك الشياطين و تعبث بك أيدي أيدي الطماعين .... كنت أظن و أظن إفعلي ما يحلو لك فقلبي و فكري صار لذاتي .
لم أعد ذلك العاشق الأصم الذي يحبذ رؤياك و يحن عند فراقك لم أعد ذاك الذي يحيا ويموت بك ، يعيش الألم و كاتبا كل الشعر فيك ، فكل شئ مضى و إنتهى و لم يبقى من حبي لك سوى الذكريات القليلة فالحياة مجرد ذكريات لتصرفك على صفحات الأيام و السنوات فعذرا عذرا إن كان عشقي مبهما و حبي عنيفا ها قد دونتك في سجل النسيان . و لن أعود إلى ذاك الزمان ، لأن قلبي لم يعد فيه مكان لحب قد فات