مقهى الخواطر .. ((عودةٌ من شُرفةِ الذاكرة))

[الكوثري]

كنت فيما مضى أعرج على حديث اللحظة؛وكانت فيه شبهة مؤنثة،واليوم وقد فتحتم مقهى فهي مكان مفضل عندي ؛قليلا ما أتركه في دنيا الناس -الله غالب القولواز والبراس كحلة-وهذي مقهاكم استعضت به،فإذاما خطر لي شيئ هرعت إلى هنا أدونه؛ويبدوا أنها أمنية في سر قلبي أن تكون لي مدونة خاصة أبث فيها رأيي وخواطري وشجوني وشؤوني فكانت "مساحتكم"هنا بديلا ومتنفسا.

وبما أن الإخوة التقوْا دونما كثير انتظار للمتلهفين والمهفهفين،واجتمعوا وتحدثوا وفاتني خيرهم وحديثهم؛ وقبلها وجوههم فهذا أمري مفوض للذي ربط هذه القلوب وقدر أن تجتمع هذه الوجوه والنجوم

ولولا ما أكنه لهم من احترام ومحبة لقلت ما قال الزمخشري :

لاأبالي بجمعهم *كل جمع مؤنثُ

فلا أقل - والحال هذه- من حولقة باسترجاع على ما فاتني ؛ثم يا ليتني كنت معهم فأحرز عقلا وأدبا،وأتعرف أرواحا وأنفُسا........


كان في خاطري أشياء كنت أنوي أن أضعها بين أيديهم،وأفرغ بنيات نفسي في حجورهم؛فأنا مولع بحديث الوجوه وتخاطيط الأسارير والتنقيب عن الأسرار،وكثيرا ما تفوتني أشياء في عالم الافتراض ولا أجد المتعة فيها بقدر ما أجدها "على المباشر" بسبب هذا التواصل الذي لما تدرج عليه نفسي ولم تجري عليه عادتي وعوائدي فلا أزال ابن فلاح في قوم فلاّحة؛وتشدني قيودهم وأعرافهم وما توارثوه في طريقة تواصلهم وتخاطبهم.

وهناك .......وهناك........وهناك........كثير مما لا يسعفني القلم عن التصريح به أو يسعفني عن البوح به؛ فلا قدرة لي على البيان الآن مع هذا الدسم واللحم والشحم والحمد لله على نعمة الآتاي.........


أيا شكون قال: السلعة والسومة

ومهما يكن من شيئ بعد:

فعيد مبارك سعيد على الجميع دون تخصيص،وكل عام وأنتم وأنتن بألف خير وفي عافية ،وفي بلهنية من العيش ؛وكل مات لكم بسبب أو نسب،وغفر الله لي ولكم والأمة جمعاء،ويسر لنا أمورنا وما أهمنا من أمر الدنيا والآخرة،ولا برح السعد والتوفيق خطانا،وسدد أفعالنا،وجعلنا مفاتيح خير مغاليق شر.......



إلا إغلاقا لمقهى بتنا معتادين على ارتيادها


*وإلى الثلاثي المدرب على الأوزان والقوافي من شعراء المنتدى،طارق وأحمد ورشيد؛وكل من وجد في نفسه مقدرة على الشعر ونظمه،من يجيز قوله :

ليس الشهيد الذي في الحرب مات لكي ** يحمي حمى وطن من غصْب مغتصب !

إن الشهيد أديب لا كيان له ** في أمة تدعي التقدير للأدب

فإلا تك هذه المعاني في البيتين فهاهي مسطورة منثورة: إن الأمة التي تريد أن يكون لها أدباء بالمِلك، لا يلزم أن تتركهم في أيدي غيرِها بالإيجار....!!




وأبواب المقهى مفتوحة 24/24 على 7 أيأم كلها اتفراضية بـ"دقائقها" و"ثوانيها" والتورية هنا : وأنا نسربي ويوسف قابض لآكآس