ما السر الذي يجمع سوريا بايران

[حازم312]

كثيرا ما حيرني هذا الاجتماع المتناقض بين السوريين العرب و بين الارانيين

بين نضام سياسي اسلامي في ايران و نضيره العلماني الذي مجرد الانتماء الى حركة اسلامية كالاخوان المسلمين يكفي لحكم الاعدام

و لماذا عادى الارانيون حزب البعث و حاربوه و سعوا في استأصاله من العراق و بالمقابل يحبون و يوالون نفس الحزب بنفس افكاره في سوريا

و لماذا كذلك لا يوجد مد اراني و نشر للمبادئ الشيعية في سوريا الموالية و الدولة الاكثر خصوبة لذلك و لماذا لا يخشى السوريون من ذلك بدورهم و لا يبدون له أي اهمية

العلاقة محيرة جدا فلا وجه ابدا للاتفاق بين البلدين

الا ان القاء نضرة سريعة على قيادات سوريا و تراجم اعلامها يزيل الالتباس و يذهب العجب


ان هذه القيادات كلها تنتمي الى عائلات شيعية أي ان انتماءها الديني شيعي و ليس سني

و الرئيس السابق لسوريا حافض الاسد و ابنه الحالي هم من الشيعة النصيرية وهي من اشد الفرق الشيعية تطرفا و كل هياكل الدولة في سوريا و بحكم الدكتاتورية منحصرة في الشيعة او على الاقل الهياكل الحساسة و ذات النفوذ هي في ايدي هذه الفئة المتشيعة المسماة بالعلوية او النصيرية

و هو ما يفسر تخلي دعم اران للاخوان هناك او على الاقل منع انتهاكات حقوق الانسان ضدهم باعتبارهم اسلاميين او دعمهم و دعم غيرهم من الاسلاميين كما تفعل مع كل الدول الاخرى

و هو ما يفسر كذلك ارتياح السوريين التام لاران و عدم حذرهم منها و من سلاحها النووي كما باقي العرب في المنطقة

اما مسألة عدم وجود نية ظاهرة لتشييع سوريا من طرف اران فلأن الشيعة السوريين متمسكون بتشيعهم المتطرف و المخالف للتشيع الاراني و هم اكثر تمسكا بعقيدتهم الاكثر باطنية وتكتما

جعل ايران و التي لم تعترف بالعلويين كشيعة الا قريبا جدا


جعلها متأكدة ان اختراق العلويين السوريين و الذين يعتبرون الارانيين شيعة متساهلين امر مستحيل لتكتفي بولائهم بحكم التشيع و الظروف السياسية و اتخاذهم حليفا لا غنى عنه

اما السوريون بقياداتهم الشيعية و بحكم اقليتهم سعوا في امتصاص خوف الدول العربية المجاورة من تشيعهم المتكتم و غير المفهوم بطرق كثيرة و بفضل الرئيس السابق حافظ الاسد الذي استطاع


ان يصرف الوهابيين و حركتهم السلفية و يحول انتقادهم و كرههم للشيعة عن بلده فقدعمل على مصاهرة العلويين للاسرة المالكة السعودية ليكمم بذلك افواه علماء السلفية الذين يسكتون ربما عن عقيدة السوريين و تشيعهم و يسقطونهم من كل هجوماتهم و تهكماتهم التي يصبونها على غيرهم

يقال عن عقيدة هذه الفئة المتشيعة و التي لم يتسرب عنها سوى القليل و القليل بحكم التقية اللامتناهية من طرف شيوخها هي عقيدة مبنية على الثلاثية ( محمد- علي- سلمان الفارسي ) و التي تعتبر عليا تجسد الهي في الارض و ان محمد هو حجابه عنا اما سلمان الفارسي فهو الروحانية السارية بينهما تؤمن بتناسخ الارواح لا تولي اهتماما لمظاهر العبادات كالصلاة و غيرها


و تؤمن بالمقابل بالاثني عشر اماما كباقي الشيعة و حب ال البيت

عقيدة معقدة و زاد من تعقدها اكثر تقيتها و باطنيتها و تكتمها المبني على الولاء العقدي و الذي


جعلها لا تخضع ابدا للنقاش و جعلها كذلك تُخضع الاغلبية الساحقة السنية 70 % في سوريا لها و تجعلها تحت سيطرتها

و تجعل علاقتها مع ايران كعلاقة الاتحاد السوفياتي بالصين او كوبا قديما تجمعهم الافكار و تفرقهم المصالح ....

ارجو ان اجد في ردودكم تاييدا او تفنيدا ......خاصة انه لم يسبق لي ان سمعت احد تكلم عن ذلك

حتى من اعداء ايران الذين لم يتركوا شيئا الا تعقبوه لها