إليه يقدمونه ، لأنه قد يجهل اسمه ، و يوصون به خيرا لأنهم تاركوه ، و يأملون أن يكون الاهتمام به كبيرا حتى يصبح كما يرغبون و كما يتمنون . إنها الأمانة و من أجلها يجتهد و قد ينفق مما لديه حتى يقدم لبنيه ما يحبون و ما يريدون . ينهل من هنا و هناك ، يسأل هذا و يناقش ذاك ، يحضر هذه و لا يهمل تلك . يبقى إلى الساعات المتأخرة من الليل و بين يديه دفاتر و كتب و مراجع و غيرها كثير ، و إن خلد إلى النوم يؤلمه حال زيد و يؤسفه مآل عمر لأنهم أهملوا دروسهم أو انشغلوا عنها ، يفكر في حالهم كيف السبيل إلى إصلاحهم . و مع ذلك ينظر إليه البعض على أنه مهرج ، و البعض الآخر على أنه خرف ، و بعضهم يستصغرونه و يقللون من شأنه ، و منهم من يهزأ به لا لشيء إلاّ لأنّه ... معلم .
نعم معلم كان السباق لتربية الطبيب و المهندس و الفلاح و النجار و ربة البيت و هل هكذا يهان ؟