الاستقلال ثمرة تضحية نموذجية في العالم كله

[فارس الجزائري]

العنوان يا أخي هو يتردد على افواه الشعب و كتبته بصيغة التعجب .... و هذا يدل على اني اتعجب من هذا الشعب الذي يتكلم بمثل هذا المنطق
وهل ما يفوق 30 مليون كلهم اتفقوا على ذلك؟!
آه هنا أستوقفك .... فيوم مقتل الرئيس بوضياف هو يوم إندلاع ثورة بين الوطنيين و جينيرالات فرنسا فكل ما دسوه في الماضي من قوانين و ألاعيب خفية على المجاهدين و المواطنين الشرفاء لكن كان يوم مقتل الرئيس هو اليوم نفسه الذي خطب ديغول و قال .... الجزائر ستبقى فرنسية كما بقت فرنسا رومانية و اننا سنعود بعد 30 عام .... و كانت 30 عام بالتمام و الكمال هي يوم 29 جوان 1992 ... فأنصحك بقراءة التاريخ لان الاكثرية لا تعي ما معنى البرامج الاستراتيجية للدول
و من ذاك اليوم إنقسم الجيش الجزائري الى قسمين قسم جيش التحرير بقيادة جنيرالات المعربة من بتشيم و زروال و بوغابة و من معهم من الوطنيين و المجاهدين و ابناء الشهداء و القسم الاخر هو معروف و لا داعي لذكرهم كونهم مجرمون دمويون قتلة الابرياء و الاطفال و تلصق التهم كلها للإرهاب و الارهاب بريئ منهم
و إن كنت متتبع للأحداث فأنك ستعرف كيف ضربت الجزائر فرنسا و في عقر دارها و كيف فرنسا إنتقمت لنفسها بقتل العزل و كان تهديدا على الاخر و للأسف كانت تلك المجازر بأيادي جزائرية
و لم يهنأ زروال و تعهد بإجتثاث كل ما هو فرنسي و لأن الشعب جاهل كان دائما وراء الاشاعات التي كان جهاز drs يخرجها على زروال لأنه وطني و بطل و لكن خير بإبادة الشعب او بقاءه في السلطة فلجأ الى أمريكا لإبعاد فرنسا .....
و أتف الاطراف الاربعة على إقتسام السلطة الى حين ...... الموضوع طويل و يحتاج الى وقت لتفهمه

تاريخ مقتل بوضياف ليس دليلا على عودة فرنسا بالرجل قدر الله له أن يموت في ذلك اليوم اللهم إن كان ديغول يعلم الغيب
ثم ما حدث بعد ذلك وخاصة في العشرية الحمراء كان بأيدينا ونبرة التشدد والرغبة في السلطة على مصلحة البلاد من طرف بعض الأحزاب التي اتخذت من لغة العنف أقول لغة العنف كسلاح لترويع أبناء الشعب قبل ترويع السلطة
وكلامك على أمريكا ينقصه كلامك على ايران ودروها في كل ذلك
واستنجاد الرئيس زروال بأمريكا لم يكن وحده سببا في حقن دماء الشعب أم تنسى أن هناك من الشرفاء من وقف ضد الفتن الخارجية قبل الداخلية ولم ينجرف وراء لغة السلاح أو انجرف اليها مكرها وكل هذا بأيدنا
نعم نعيش حرية لكن أي حرية هل تظمن لنفسك بأن الذي تنتخبه هو الذي سيخرج ... آه نسيت تتكلم عن حرية العري و الفضح أو حرية الملاهي الليلية و بيوت الدعارة و حرية المرأة التي أصبحت تزوج نفسها ؟؟؟؟؟؟
مادمت تعلم ذلك فلما لا تسعى الى تغييره؟ ألم أقل لك أنه بأيدنا وأمام أعيينا
وأعيد تذكيرك : كما تكونون يولى عليكم
و هل جماعة بومدين عندما أتت بالشيوعية كان الشعب فسق مثلا او كافر
هذا المثل لا ينطبق على الشعب فكل 10 من الشعب تجد واحد فاسد و ليس كامل الشعب سارق حتى يبلنا الله بأناس مختلسين و فساق و سراق
وهذا ما يؤكد كلامي عندما نتغير يتغيرون اللهم إن كنت أنت وحدك الشعب.
و ما ذنبنا نحن و قد كنا صغار و هم يحكمون و لا يزالون يحكمون و نحن شباب و سيحكمون حتى يموتون ............... و الله اتعجب من هذا المنطق
كنا صغار وكبرنا فماذا قدمنا لبلدنا؟!
يا أخي اليوم فقط وأنا أتجول في الغابة رأيت مواطنا يرمي القمامة فيها وكأن شاحنة البلدية لا تمر أمامه وإن كانت لاتمر فلما لا يحتج عليها عوض رمي القمامة في الغابة وهذا أبسط شيء أعزك الله فما بالك بغيره
الشعب أصابه الاحباط منذ التعدي على الشرعية الانتخابية سنة 1992 و من ثم كل الناس اصبحت لا تأبه لا بالرئيس و لا بأتباعه و كل دائرته يعلمون بأن هذا الشعب يكرههم كما يكره فرنسا ....
الشعب لم يصبه الإحباط بل ذهل للموقف ووجد نفسه في دوامة يريد الخروج منها بأي ثمن وانغمس في البحث عن الطريقة التي تحفظ له حياته في ظل ما يسمعه عن تقتيل وترويع من أخيه الجزائري.
على من تبلغ عن ذاك الزاني بجانب الطريق فيخافه الدركي لانه ابن وزير او جينيرال او والي
لا يا أخي نحن لا نملك عدالة فلو كانت عدالة و أثبتت جدارتها لأوقفت شكيب خليل الذي كبد الاقتصاد الوطني
30 مليلر دولار و ذهب الى امريكا و كان شيء لم يحدث و إن يسرق شاب محفظة سيقام عليه الحد؟؟؟؟؟؟
وهل كل الشعب أبناء وزراء وهل أدينا ما علينا حتى يخافنا الوزير أو ابنه
لو وجد الوزير أوابن الوزير شعبا واعيا يكره الفساد والظلم ويحاربه لا خاف هو ووضع من الاستقامة شعارا له
هذه فئة من الشعب فلو كانت الرعاية و التحفيز على العلم و التكوين لما انزل السروال ....
ومن أين تأتي الرعاية والتحفيز على العلم أم تريد أن يأتي الوزير إلى كل بيت حتى يرفع سروال الشاب الذي به
أين دور ولي الأمر والمربي في كل ذلك؟!
ههههه ديغول خطط لسنوات كي يستلي على الحكم في الجزائر بأبناء الجزائر و هي مخطط إستراتيجي كمخطط الامريكي للشرق الاوسط الكبير و ها هم يحققون فيه الان الواحد تلو الاخر و سيأتي الدور على الجزائر لانه مخطط و مدروس و مضبوط على كل دولة و خصائصها و على حدى
بل هذه أكذوبة نخدع بها أنفسنا حتى لا نعمل ونبقى نردد في أشياء لا معنى لها ديغول مات وشبع موت ولو تسنى له الرجوع لا ضحك لتفاهتنا لأنناصدقنا كلامه وبقينا نردد في هاته المقولة دون أن نتقدم خطوة واحدة تمنع ما كان يفكر فيه.

نحن لا نريدمنكم جزاءا و لا شكورا فالثورة لما إندلعت يوم 1 نوفمبر عارضها السياسيون و كبارالحكام و عارضها حتى الشعب نفسه لانه كان يريد العيش بسلام و لو حتى بقطعة خبر ... فلولا صرامة المجاهدين و الخنجر ما نجحت هاته الثورة لانهم يعرفون جيدا هذا الشعب وتخاذله ..............
وأين أنت من مقولة العربي بن مهيد حينما قال: ارموا بالثورة الى الشارع يتلقفها الشعب
إنه رجل عرف طبيعة من يعيش معهم فعمل على تحفيزهم واشعال نار الثورة بداخلهم حتى يتغيروا ويغيروا فأين نحن من كل ذلك؟!
الرجال في ذلك الوقت كانوا صغارا وكبيرهم لا يتعدى 30 سنة وأقاموا ثورة أخرجوا بها مستعمار بقوته وعتاده فما ذا فعلنا نحن شباب اليوم؟!