
بشموخ وكبرياء يستقبل الشيخ عبد الرحمن صلاح (57 عامًا) المهنئين بتحريره من سجون الاحتلال الصهيوني في منزله بمدينة جنين، وهو يقول: شكرًا للمقاومة .. شكرًا لحماس .. لقد خرجنا بكبرياء ومنّ الله علينا بأن نخرج أعزاء من المعتقل فيما ضباط السجن أذلاء.
وروى الشيخ عبد الرحمن لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" التفاصيل الدقيقة للأيام الأخيرة منذ الإعلان عن صفقة التبادل بين حركة حماس والكيان الصهيوني وقال: لقد كنت أعلم منذ ثلاثة أشهر بأن اسمي مدرج ضمن صفقة التبادل من خلال تطمينات الأخوة، ولكن قبل الحديث عن أي شيء يجب أن أوجه التحية إلى قيادات حركة حماس في السجون الذين آثرونا على أنفسهم.
وقال: لقد أرسل الأخوة الذين تم استثناؤهم في الصفقة قبل أشهر للقيادة في الخارج يقولون إنه إذا كنا نحن حجر عثرة في تنفيذ الصفقة فأتموها ونحن لن نكون عثرة، وهو ما كان له أثر كبير في دفع الأمور نحو الانفراج، لقد آثرونا على أنفسهم لذلك لهم منا كل التقدير.
وأردف بشموخ وكبرياء: إن كل ما يقال عن تذمر وغضب داخل السجون من عدم شمول عدد من قادة الأسرى بالصفقة هو غير صحيح، لقد أقام الأخوة في السجون لنا الاحتفالات فور تأكد ورود أسمائنا في الصفقة يوم الجمعة الماضية... وحتى بعد الإفراج عنا ما زالت الاحتفالات تقام في كل السجون، واليوم اتصل بي الأخوة من داخل السجن وأخبروني بأنهم أقاموا حفل في مجدو بمناسبة الإفراج عنا.
الخبر الحلم
وحول كيفية سماعه بنبأ إتمام الصفقة قال لنا أبو محمد: لقد قمعت يوم الثلاثاء قبل الماضي من سجن شطة إلى سجن مجدو بعد حملة قمع واسعة لنا من سجن شطة في إطار الخطوات العقابية لإنهاء إضراب الأسرى وما أن وصلت إلى سجن مجدو بعد يومين من القمع والانقطاع عن الأخبار وضعوني في قسم (4).
وأضاف: ما أن دخلت القسم حتى هنأني المعتقلون وقالوا لي: ألم تسمع الأخبار، فقلت لهم ماذا؟ فقالوا: قبل قليل سمعنا عبر التلفاز أنه تم التوقيع على صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.
وقال صلاح: ولأني كنت أعلم بورود اسمي في قائمة التبادل، فقد استبشرت خيرا، وقلت: ما دامت الصفقة قد تمت فلا بد من وقف الإضراب عن الطعام في كافة السجون لأن الصفقة تتضمن مطالب المضربين، وكان لا بد من إخبار الأخوة المعزولين بذلك حتى يفكوا إضرابهم.
وأردف: لقد تأكدت من ورود اسمي في صفقة التبادل من خلال بث إحدى الإذاعات المحلية لأسماء الأسرى المفرج عنهم يوم الجمعة وكان عندي ارتياح كبير لأن الإفراج عني تم إلى المنزل وليس الإبعاد.. وأنا حتى اليوم أعيش في حلم ولا أصدق ما جرى".
وأكد أن إدارة السجن ظلت تتلاعب بالأسرى ولم تخبرهم بأنه مفرج عنهم حتى يوم الإفراج عنهم، حيث دخل ضابط السجن إلى القسم الذي كان متواجدا به وقال له: عبد الرحمن أحضر معك فرشاة الأسنان وأغراضك الأخرى سيسلمك إياها الصليب الأحمر، وكان معي في نفس القسم معتقل من قطاع غزة ورد اسمه في الصفقة ولم يبلغوه وعندما هم الضابط بالخروج قلنا وماذا عن المعتقل الآخر فقال : نعم افعل ما قلته لعبد الرحمن.
الخروج بشموخ
وأشار إلى أن الأسرى تم تجميعهم في سجن النقب ليلة الإفراج، وبعضهم كان مضربًا عن الطعام وفي وضع صحي صعب، ورفضوا فك الإضراب لأننا ورغم أننا نعلم أنه سيفرج عنا إلا أن أحدا لم يبلغنا بذلك حتى الآن.
وقال: وفجأة رأينا وفدا رسميا ببدلات يدخل القسم، وإذا هم الوفد المصري المشرف على تنفيذ الصفقة فدخلوا إلينا وتحدثوا معنا، وعرفوا على أنفسهم بأنهم القنصل المصري لدى الكيان، والقنصل المصري في رام الله وآخرون من رتب رفيعة؛ وخاطبوا الأسرى المضربين وقالوا لهم: إن صفقة التبادل بين الكيان الصهيوني وحماس تتضمن تلبية جميع مطالب الأسرى المضربين، وعندها فك الأسرى المنوي الإفراج عنهم الإضراب.
الخداع حتى آخر لحظة
وأضاف: أن مخابرات الاحتلال حاولت التلاعب مع الأسرى المنوي الإفراج عنهم من خلال طلبهم بشكل منفرد وتوقيعهم على أوراق يتعهدون فيها بأنه سيتم إعادتهم إلى السجن بنفس الحكم السابق في حال اعتقالهم على أية تهمة.
وأردف: أن الأوراق كانت باللغة العبرية، ولم يكن الأسرى يعرفون ما يدور فيها، وأن خمسة عشر من المعتقلين وقعوا عليها ظانين أنها إجراءات عادية لاستكمال الإفراج، إلى أن تصادف إخراج معتقل للتوقيع وكان يجيد اللغة العبرية فجاء ونقل للجميع فحوى الورقة عندها أعلنا الاستنفار.
واستطرد قائلا: عند ذلك أعلنا الاستنفار وطلبنا الوفد المصري الذي حضر مباشرة فأخبرناه بما جرى فأخبرنا بأن ذلك مخالف لما ورد في بنود الصفقة، وقلنا له: لن نهدأ حتى يتم إحضار الأوراق الأصلية التي وقع عليها الأخوة الـ 15 وليس نسخًا عنها.
وأضاف: بالفعل فقد أحضر الوفد المصري الأوراق، وقمنا بشكل جماعي وأمام أعين رجال مخابرات الاحتلال بتمزيقها ونحن نكبر ثم دسناها بأقدامنا وهو ما أغاظ ضباط السجن.
وقال: بعد ذلك وقعنا جميعا على تعهدات باللغة العربية مكونة من سطرين وهي: أننا نتعهد بالالتزام بما ورد في بنود صفقة تبادل الأسرى بين الكيان وحركة حماس.
وطالب الشيخ أبو محمد السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بأن تسمح لحركة "حماس" بحرية تنظيم الاحتفالات بالأسرى تمامًا كما جرى في غزة، وطالب بسرعة تحقيق الوحدة الوطنية .. وختم بالقول: شكرا لحماس.. شكرا للمقاومة... وأنا متأكد أن فجر الحرية للأسرى لن يطول.
يذكر أن الشيخ عبد الرحمن قضى في السجن تسع سنوات، وكان محكوما 25 يمو بتهمة الانتماء إلى "كتائب القسام" والعمل مع الشيخ القائد الشهيد نصر جرار، كما أن نجله البكر محمد استشهد خلال اعتقاله.